استمرت أوجاع المهمشين فى الأرض، بعد أن دق الفقر أبوابه ولم يبق لهم سوى الرجاء لله بعد أن أدار لهم بنو البشر ظهورهم وتركوهم ليلقوا مصيرهم المحتوم. المواطن سمير عبد الفتاح أبن مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان أحد أولئك الذين حرموا من أبسط مقومات الحياة وهو العيش والكرامة الإنسانية بعد ضاق به الحال وحاصرتهم الأمراض والديون ولم يبق له سوى باب رحمة الله ليناجيه فى ظلمات الليل ، أملا فى تحول دعائه إلى وعد مكتوب ورزق مورود. عبد الفتاح البالغ من العمر 46 سنة، يصف نفسه بأنه أحد أبناء الشقاء قائلا: كنت لا أخشى غدر الزمان فى ظل معركته مع الحياة من أجل كسب رزقه بالحلال أملا فى غد أفضل له ولأسرته البسيطة التى تعدوا عن 3 أشخاص من بينهم زوجته. وأضاف أنه كان يعمل بائعًا للفول والطعمية فى احد أشهر شوارع مدينة كوم أمبو وهو شارع المحطة، وكان الرزق مبسوط له من المولى عز وجل ولكن فجأة تحول حلمه فى الحياة إلى كرب وابتلاء عظيم بعد أن شاء القدر أن يصاب بإعاقة فى يده اليسرى بسبب حريق شب فى الفرش البسيط الذى كان يمتلكه لبيع الفول والطعمية بعد أن اشتعلت فيه النيران ، ولكنه سلم الأمر لله بعد رحلة من العلاج والمعاناة، أملاً وتشبثا فى الحياة. وأوضح وهو على فراش المرض بمستشفى كوم أمبو أنه طرق جميع الأبواب لمساعدته فى تحمل نفقات معيشته هو وأسرته، الأمر الذى دعاه إلى عرض مشكلته وظروفه الاجتماعية على محافظ أسوان الأسبق مصطفى السيد الذي وافق له على تخصيص كشك له لمزاولة عملة دون الحاجة للناس، ولكن وقف الروتين الحكومى حاجزًا له فى تحقيق أمنياته ورغبته فى توفير نفقات معيشته ومعيشة أسرته الصغيرة. وتابع أن الدنيا أغلقت أبوابها أمامه وضاقت عليه الحياة بما رحبت، وأنهك المرض جسده النحيل الذي لم يتبق منه إلا الروح واللسان ليحمد الله على ما ابتلاه به، ولم يجدل باب أمامه إلا الله ليشكو له بثه همه. وأشار إلى أن الديون حاصرته الأمر الذى دفعه إلى الدخول فى إضراب عن الطعام داخل مستشفى كوم أمبو المركزى أملا فى لفت نظر المسئولين وأهل الخير له ولحالته لتقديم المساعدة له ولأبنائه. وناشد محافظ أسوان الحالى مجدى حجازى الوفاء بتعهدات المحافظة له بتخصيص الكشك، كما ناشد أهل الخير، بالنظر إليه بعين الرحمة والعطف والإنسانية لتوفير متطلبات حياته. شاهد الصور: