بالتزامن مع مؤتمر الشباب الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي الثلاثاء الماضي بشرم الشيخ، وضم 3 آلاف شاب، دعا الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس السابق عدلي منصور "الشباب" لتدشين حزب سياسي يكون خاص بهم للمطالبة بحقوقهم، الأمر الذي رأه البعض محاوله من الثاني لجذب الفئة الأقل عمرًا إليه أو يكون الحزب بوابة خلفية لعودته لمصر إذا ما جدت أمور على الساحة. وقال البرادعي، في إحدى تدويناتة على "تويتر": "أنتوا كتير ومعاكم كتير. لو لميتو نفسكم واتنظمتوا في حزب أو حزبين وطالبتو بحقكم حنبطل نسأل الشباب فين". وأضاف: "العمل الحزبي سيكون هدفه الضغط على النظام بدون كتلة حرجة "منظمة" تعبر عنكم وتحمى حقوقكم كيف ستحققون أهداف يناير الغائبة". الجميع يتصارع على الشباب؛ لأنه وفق تقارير التعداد العام للسكان وتقرير التنمية البشرية لعام 2015 بلغ تعداد سكان مصر بالداخل والخارج 93 مليون نسمة منهم 40 مليون شاب تقريبًا محتلين لأعلي النسب في العالم لهذه الفئة العمرية. وبالنظر للمشهد السياسي على الساحة، نجد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي فقد كثيرًا من هذه الفئة بين "معتقل، ومقتول، ومطارد" بسبب الأحداث التي لحقت 3 يوليو، على الجانب الأخر مازال البرادعي يتمتع بقبول شبابي لاسيما بعد رفضه لسيناريو أحداث 30 يونيو وتركه لمنصب نائب رئيس الجمهورية وتفضيله الرحيل خارج البلاد. سياسيون قالوا، إن الدعوة عفوية لا يقصد بها أن تكون بوابته للعودة لمصر عبر حزب سياسي، ومنهم من قال إن "السيسي" فقد مصداقيته في الشارع السياسي إلى الأبد. الدكتور عمرو هاشم، الخبير السياسي قال إن "العودة للمشهد السياسي لن يكون عبر تدشين حزب جديد"، مضيفًا أن "دعوة البرادعي ليس لها جدى لأنها تعد جزءًا من معايشة الواقع والمشاكل المجتمعية المتمثلة في الاستثمار، والاقتصاد، وجواز، وارتفاع الأسعار، وخلافه". وأضاف هاشم في تصريح خاص ل"المصريون"، أن مكون المجتمع 60 % منه شباب؛ لكن الدعوة لحزب خاص فقط للشباب غير مقبولة لأنه من غير المعقول أن نحدد سن من يدخل الحزب من عدمه. ووصف الخبير السياسي الدعوة بأنها "فارغة المضمون"، مضيفا: "عايز يرجع للمشهد يعود لأنه مواطن مصري لم يرتكب جريمة لكي يمنع من أرض مصر". من جهته، قال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إن البرادعي كانت له تجربة مع حزب الدستور ولم يستمر وكذلك تجربة مع جبهة الإنقاذ الوطني رغم خروجه من الجبهة معبراً عنها في منصب رئيس الجمهورية، مضيفًا أن البرادعي فقد مصداقيته في الشارع السياسي". وأوضح سامي في تصريح له، أنه لا توجد مصداقية لطرف يمارس الدور السياسي من خارج مصر عبر تويتات أو من خلال الفيس بوك أو عبر تصريحات، مضيفاً أنه من يريد أن يمارس عمل سياسي أن يأتى مصر ويتواصل مع الأطراف السياسية ويواجه ما يواجهه الآخرون من أى موقف سياسي، ولكن البرادعي يجلس في النمسا يرسل اقتراحات بعيدة تماماً عن أى مصداقية. وأكد سامي، أنه لا يوجد ما يسمى حزب للشباب، واصفًا ذلك بأنها تقسيمة غير منطقية، قائلاً:"لو في حاجة اسمها حزب الشباب يبقى هنعمل للنساء وحزب للشيوخ وهذا غير واقعي وإذا نفذت ستخلق حالة من حالات الصراع بين الأجيال". وأضاف أن العبرة ليست بالفئة العمرية ولكن بالنضج في التعامل مع الوضع السياسي، مشيراً إلى أن هناك شبابًا ثوريًا وآخر غير ثوري وكذلك فيما يخص الشيوخ.