ممثلة مصرية على مشارف القبر تقول في أحد البرامج "الفنانين حيدخلوا الجنة حدف"، و ذلك لأنهم أسعدوا الناس و رسموا على وجوههم البسمة !، و الحقيقة أن هذه الجملة تحتاج إلى وقفة فقد كان السلف الصالح رحمهم الله ، لا يأمنون مكر الله- جل و علا- و يخافون سوء الخاتمة ، و هم من هم في العلم و العبادة، و على رأس هؤلاء السلف الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فعن يعقوب بن زيد ، وعمر بن عبد اللّه مولى غفرة قال:" نظر أبوبكر الصديق -رضي الله عنه -إلى طير حين وقع على الشجر فقال : ما أنعمك يا طير تأكل وتشرب وليس عليك حساب ، يا ليتني كنت مثلك"(شعب الإيمان 2/228) و، هذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- روي عنه أنه قال :" يا ليتنيُ كنُت كبَش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضه قديدا ثم أكلوني و لم أكن بشرا" (شعب الإيمان 2/227) وكلاهما مبشر بالجنة رضي الله عنهما فما بالك بنا !، و هذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول:" يا ليتني كنت شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي ولم أكن بشرا" (المصدر السابق) و قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- " لو وقفُت بين الجنة والنار ٬ فقيل لي : اختر نُخيُّرك من أيهما تكوُن أحُّب إليك ٬ أو تكوَن رماداً ؟ لأحببُت أن أكوَن رماداً .!َ" (حلية الأولياء 1/113) أين هؤلاء الفنانون من السلف الصالح رضوان عليهم، و هم أشد حاجة للخوف من سوء الخاتمة فأعمالهم لا تخلوا من محرم -إلا من رحم ربي- فالتبرج و العري و الكلام الماجن و نسف القيم الإسلامية و التأصيل للتسيب و التفاهة تملأ أعمالهم، حتى في شهر رمضان الكريم يهتكون حرمته، حتى في برامجهم الخاصة بشهر رمضان فيها ما فيها من منكرات، فحري بهم مراجعة أنفسهم و ليتذكروا أن أعمالهم الفنية في موازين أعمالهم إن خيرا فخير و إن شرا فشر، حتى بعد مماتهم و، أن الدال على الخير كفاعله و الدال على الشر كفاعله ،فقد يموت الواحد منهم و أعماله ما زالت تُعرض فيشاهدها الناس فيحمل من الأوزار بمثل ما يشاهدون و هو في قبره ،فيا له من أمر جلل.
و أخيرا فمن الحسن ذكر عقيدة أهل السنة و الجماعة في المسلمين من حيث الطاعة و المعصية حتى لا يظن ظان أن الطائع له الحق في أمن مكر الله أو أن يظن أنه أفضل من هذا الممثل أو ذاك المغني فإن أحد لا يدري بما يُختم له، فقد يُختم لهذا الفنان بالطاعة و هذا التقي بالمعصية فإنما الأعمال بالخواتيم كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم، قال الإمام الطحاوي –رحمه الله-:" وَنَرْجُو لِلْمُحْسِنِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَيُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَلَا نَأْمَنُ عَلَيْهِمْ وَلَا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم". انتهى (متن الطحاوية بتعليق الألباني 1/66) و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه /م.هيثم مجدي الحداد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.