جاءت ردود فعل إعلاميين ومعلقين سعوديين حول الأزمة الأخيرة التي شهدتها العلاقات المصرية - السعودية لتؤكد التسريبات التي سبق ونشرتها قناة "مكملين" المحسوبة على جماعة "الإخوان المسلمين". وفي فبراير 2015، أذاعت "مكملين" تسريًا منسوبًا إلى اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي يشبه فيه الأموال المأخوذة من المملكة والخليج عمومًا كالمنح والمساعدات ب"الرز". وفيما لم يصدر أي تعليق من جانب الإعلاميين والمعلقين السعوديين وقتها، علقت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) علي تسريب "فلوس زي الرز" قائلة: "إن رئيس مصر في ورطه بسبب تسريب مثير للجدل". ومع توتر العلاقات بين الرياضوالقاهرة، على خلفية تصويت مصر لصالح المشروع الروسي بمجلس الأمن حول وقف إطلاق النار في سوريا، هاجم سياسيون وإعلاميون خليجيون النظام المصري. وظهرت التعليقات التي تسخر من تعبير "الرز" الذي ورد في تسريب "مكملين". وفي أحد البرامج التليفزيونية السعودية، طرح المذيع سؤالاً على ضيوفه عن سر انقلاب مصر وتصويتها ضد المشروع السعودي، ليرد الضيف، قائلاً: "عشان أدينالوا رز.. ويرد الثاني قائلا بسخرية اللى اشتريناه بالرز باعنا بالفول. واستنكر خالد التويجري، الرئيس السابق للديوان الملكي السعودي الموقف المصري، وأبدى تأسفه على الطريقة التي اختار بها السيسي رد سابق مواقف المملكة تجاهه. أما الإعلامي السعودي، إبراهيم القحطاني، فعلق في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "ببلاش!! انا ماعرفش حاجة اسمها بلاش - الجنرال السيسي مصر تصوت لصالح المشروع الروسي". جمال الجمل الكاتب الصحفي كتب مقالا في المصري اليوم عنوانه "حرب الرز والفول" واستعرض خلالها مقولات الخليج الذين قالوا: "السيسي خدعنا بعد أن أخذ أموالنا.. واللي اشتريناه بالرز باعنا بالفول.. إلى آخر مفردات التلاسن الذي تفتح له الكتائب الاليكترونية الباب، ليتحول إلى سيل جارف من البذاءات على مواقع التواصل". وتابع: "تقف السعودية اليوم في مفترق طرق، وما لم تأخذ قرارًا بإحداث تغيير جذري وحقيقي في سياساتها ورؤيتها لذاتها وللمنطقة، وبالتالي أصدقائها وأعدائها، وهو أمر صعب ومستبعد، فإنها ستظل بحاجة لدعم النظام المصري، الذي اعتادت التعامل معه رغم الاختلاف في الرؤى وغياب الثقة بينهما، على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية في 2018. وحتى ذلك الحين تستمر سياسة "الرز" على أمل أن يكون الدعم "مسافة السكة". وفي 2015، أذاعت قناة "مكملين" ما قالت إنه تسريب لحوار بين السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) وبين مدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان الجيش المصري، محمود حجازي، وتضمن "إساءة" لدول خليجية. وبعد عرض التسريب، أطلق معارضون للسيسي، الذي كان وزيرًا للدفاع حين جرت الإطاحة بالرئيس الأسبق، محمد مرسي، حملات عبر مواقع للتواصل الاجتماعي وصفت إعلاميًا بأنها تسعى إلى الوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي. فيما تحدثت صحف سعودية عما اعتبرته "منطقا طفوليًا في التحريض"، من جانب "مكملين". وآنذاك، وصف الكاتب السعودي، هاني الظاهري، في صحيفة "الحياة" السعودية، قناة "مكملين" ب "القناة الوظيفية" التي تسعى إلى تحقيق أهداف بعينها. وتحت عنوان "ضرب العلاقات السعودية – المصرية"، مضى الظاهري قائلاً في مقال بالصحيفة: "توقعت هذه القناة بسذاجة سياسية متناهية أنها بذلك ستضرب ضربتها التاريخية؛ لإرباك الحلفاء في المنطقة، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على العقلية الطفولية التي تدير بها القوى الداعمة لجماعة الإخوان سياساتها ومؤامراتها". ومنذ الإطاحة بمرسي تقدم دول الخليج، ولا سيما السعودية والإمارات والكويت، دعما اقتصاديا وسياسيا للسلطات الحالية في القاهرة، وهو ما لم تفعله قطر، التي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع القاهرة إبان حكم مرسي. وعن هذا المعنى عبر الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد في مقال له نشرته جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، تحت عنوان "تسريبات التسجيلات أغبى حملة!". وقال الراشد في مقاله: "القصة، لمن لم يسمع بها بعد، بدأت بحملة تهيئ الرأي العام العربي أن هناك فضيحة مدوية تتضمنها تسجيلات سرية مسربة للقيادة المصرية، واتصالات هاتفية مرصودة، تبين سوء مقاصد القاهرة ضد الدول الخليجية وضد الشعب المصري. يا للهول، توقعنا الأسوأ! خشينا أن نسمع سيناريوهات عسكرية كبيرة تعد في الغرف المغلقة ضد الخليج، أو اتصالات تآمرية مع حكام طهران، أو ترتيبات سرية مع زعيم تنظيم داعش، وإذ بها مجرد دردشات، وأقل مما يقال في المجالس المفتوحة والمقاهي العامة! الفضيحة صارت على أهل الفضيحة". ومستنكرا تساءل: "أين هي المشكلة عندما يقول المصريون إن الخليجيين يملكون كنزا من المال “زي الرز”؟ فهذا صحيح أولا، وثانيا، في الخليج يكتب الكلام ذاته ويقال كل يوم دون حرج. وكذلك ما قيل إنها تسريبات عن عزم الفريق عبد الفتاح السيسي تولي الرئاسة، أيضا لم تكن سرا ولا مفاجأة! هذا إذا افترضنا أن التسريبات صحيحة وغير ممنتجة!". وأضاف ساخرًا: "لم ترد في الاتصالات الهاتفية أو الاجتماعات مكالمات مع إسرائيليين أو أمريكيين، تخطط، وتأمر وتنهى، أيضًا، لا شيء مثير أو جديد في أن يبلغ مكتب الفريق السيسي حلفاءه عزمه على تولي الرئاسة؟! لم تظهر في التسجيلات السرية حسابات مالية شخصية، لم نسمع فيها معلومات فضائحية شخصية، لا شيء أبدا !".