أثارت تكلفة الاحتفال بمرور 150 عامًا على تأسيس البرلمان غضب المصريين؛ بسبب التكلفة العالية التي وصلت إلى ما يزيد على 33 مليون جنيه، ورأى كثيرون أن مصر تعاني من أزمات كثيرة وكان الأولى أن تستخدم تلك الأموال لحلها. ويرى خبراء أن احتفالية البرلمان لم يجن الشعب من ورائه أية مكاسب تذكر، مشيرين إلى أن الأموال التي أنفقت على هذه الاحتفالية كان الأفضل أن توجه هذه الأموال لإقامة مشروعات تفيد الدولة، فيما اعتبر آخرون أن الدولة استطاعت من خلال تلك الاحتفالية أن تعيد العلاقة بينها وبين الدول الأفريقية. بدوره، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الاحتفال بمرور 150 عامًا على البرلمان من المنظور السياسي يعد خطوة جيدة، مشيرًا إلى أن الاحتفال من المنظور الاقتصادي خطوة سيئة كان به مبالغة في الاحتفال. وأضاف صادق في تصريح خاص ل"المصريون" أن احتفالية البرلمان تكلفت الملايين، في الوقت الذي تطالب فيه الدولة المواطن البسيط بالتقشف والتبرع لإنقاذ اقتصاد مصر المنهار، متسائلاً كيف يطالب الرئيس المواطن البسيط بترشيد الاستهلاك في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة والبرلمان بإقامة احتفالات تتكلف تكاليف باهظة؟. وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن البرلمان والحكومة عليهما ألا يطالبا المواطن البسيط بالتقشف إلا بعد أن يتبعا هما الأول سياسة التقشف، لافتاً إلى أن الاحتفال كان يجب أن ينعقد في بالقاهرة بدلاً من انعقاده بشرم الشيخ لمساندة الاقتصاد المصري المنهك. وأشار إلى أن المبالغة التي حدثت بالاحتفالية سببت إحراجًا كبيرًا للرئيس أمام الشعب، نظرًا لدعوته المستمرة للتقشف، وهذا سيترتب عليه اهتزاز صورة الرئيس أمام المواطنين. في السياق ذاته، يرى الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن احتفالية البرلمان لم تجن الدولة من ورائها أية مكاسب تذكر، بل على العكس تم إهدار أموال كثيرة في تلك الاحتفالية، وكان الأجدر استثمار تلك الأموال بمشروعات تفيد الدولة. وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن هذه الاحتفالية تجعل المواطن لا يثق في سلطات الدولة، قائلاً: "على المواطن أن يفيق ويعرف جيدًا مَن صوت لهم في انتخابات البرلمان"، مشيرًا إلى أن الحكومة والبرلمان كان عليهما ألا يقيما تلك الاحتفالية. وتابع: "الحياة السياسية الحالية والأوضاع الاقتصادية السيئة بالإضافة إلى الأزمات التي يعاني منها المواطن، لا تدعو إلى إقامة احتفالات مثل هذه"، مضيفًا أن هذا يثير غضب المواطنين المطحونين. من جانبه، يرى النائب رائف تمراز، عضو مجلس النواب، أن الاحتفال بمرور 150 عامًا على تأسيس البرلمان كان له دور مهم في محاولة استعادة العلاقات المصرية الأفريقية، مضيفًا أن مصر خلال الفترة الأخيرة كانت تتجه بشكل كبير إلى الدول الأوروبية فقط، وكان هناك إهمال واضح للدول الأفريقية. وأوضح تمراز في تصريحه ل"المصريون" أن هذا المكسب يعد من المكاسب العظيمة التي نتج عن الاحتفالية، مشيرًا إلى أن عودة العلاقات بين مصر ودول أفريقيا يعود في النهاية بالنفع على مصر، وسيكون لديها بديل عن الدول الأجنبية التي لا يهمهما إلا مصلحتها فقط. وأضاف أن أكثر من نصف النواب طالبوا كثيرًا بأن يتحملوا نفقات السفر إلى شرم الشيخ حتى لا يكونوا عبئًا على الدولة، إلا أن الدكتور علي عبدالعال أخبرهم بأن بعض الشركات ستتحمل جزءًا من النفقات".