مرت العلاقات المصرية الإسرائيلية بمد وجزر في مرحلة ما بعد ثورة يناير 2011، ففي أعقاب مرحلة من التوتر إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، التي شهدت سحب السفير المصري من تل أبيب، لكنها سرعان ما عادت إلى وضع ربما أفضل مما كانت عليه في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وفي مايو الماضي، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن مبادرة للسلام بين إسرائيل والجانب الفلسطيني. ونقلت وسائل إعلام مصرية، آنذاك، عن "السيسي" قوله: "يمكن لحد أن يقول إن السلام ليس دافئا لكنني أقول ... إنه سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا على حل المسألة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين.. لو قدرنا على حل المسألة وأعطينا أملا للفلسطينيين في إقامة دولة بضمانات لكلا الدولتين". وأثارت الدعوات ردود فعل مُرحّبة في الأوساط السياسية بالدولة العبرية، ما دفع خبراء في الشأن الإسرائيلي وسياسيين إلى التساؤل حول احتمالية قيام السيسي بزيارة تاريخية لإسرائيل على غرار زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وكان متوقعًا بشكل كبير أن يشارك السيسي في مراسم تشيع الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، إلا أنه أوفد وزير الخارجية سامح شكري. سارة شريف، الخبيرة في الدراسات الإسرائيلية، قالت إنّ السيسي يتمتع باحترامٍ شديدٍ لدى إسرائيل، وهو ما تكشفه الصحف العبرية، كما أن إسرائيل تدرك جيدًا مبادرات السيسي والحراك السياسي الذي يسعى إليه. وأضافت شريف ل "المصريون": "ربما نتوقع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاهرة، للقاء السيسي، أو لعلّنا أمام مبادرة ثانية تاريخية أخرى، مثل التي أقدم عليها السادات عام 1977، من زيارة إسرائيل، بل للكنيست نفسه، تلوح في أذهان الرئاسة المصرية، وهذه المرة ليست مع أجل التسوية العربية الإسرائيلية، بل من أجل التسوية الفلسطينية الإسرائيلية". من جانبه، أبدى الدكتور يسرى العزباوي، الخبير السياسي، رفضه الشديد لهذه الزيارة حال حدوثها، مؤكدًا أن ما أقدم عليه السادات من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل كان "عملاً كارثيًا" عزل مصر عن المنطقة العربية، على حد وصفه. وفي تصريح إلى "المصريون"، قال العزباوي إن إسرائيل لن تعطي السيسي شيئًا يُذكر حال زيارته لها؛ لأنه لن يكون هناك سلام حقيقي بدون إيقاف أعمال الاستيطان الإسرائيلي، متوقعًا تكرار "مأساة السادات"، على حد تعبيره. ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام في واشنطن، في 26 مارس 1979، والتي شملت اعتراف كل دولة بالأخرى، وإيقاف حالة الحرب الممتدة بينهما، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية ومعداتها والمستوطنين الإسرائيليين من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967.