كشف دلشاد عثمان، الخبير في أمن المعلومات في شركة Internews، عن كيفية كشف المخابرات التركية لمحاولة الانقلاب الفاشل على حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، في 15 يوليو 2016. وأضاف عثمان، في تصريحات لإذاعة "مونتو كارلو" الدولية، أنه تم كشف الآلاف من الضباط وعناصر الجيش والمتعاونين معهم في محاولة الانقلاب الفاشل؛ بسبب استخدامهم لأحد التطبيقات على الهواتف الذكية ويدعى ByLock، الذي لم يكن يتمتع بقوة التشفير السرية الكافية للتواصل فيما بينهم. وقال الخبير في أمن المعلومات: إن تطبيق ByLock بدأ بالانتشار بين المجموعات المتهمة بالتهيئة للانقلاب منذ بداية العام الجاري؛ الأمر الذي أثار انتباه السلطات التركية، فعمل أخصائيون حكوميون على تحليل البنية الأمنية لهذا التطبيق، والتي يصفها دلشاد عثمان بأنه "ضعيفة أساسًا"، ما مكن من الكشف عن جزء كبير من البيانات المتبادلة بين المستخدمين والتي كان مصممو التطبيق يدعون أنها مشفرة ومحمية. وأشار دلشاد، إلى أنه من المعلومات الرئيسية استطاعت الاستخبارات التركية الوصول إليها عبر "اختراق" التطبيق حسب عثمان، وكانت الشبكات المتصلة عبر التطبيق ByLock، الأمر الذي سهل على السلطات التركية مهمة إلقاء القبض على كثير من مستخدمي التطبيق، ووضع قوائم بأسماء المشتبه بهم. وفسر دلشاد عثمان، ذلك بأن التطبيقات تستخدم مفاتيح تشفير تتم حمايتها بكلمات سر، بحيث يتم تبادل المفاتيح بين المستخدم والمخدم (السيرفر) الخاص بالتطبيق، لكن مصمم ByLock نسي تشفير كلمة السر أثناء إرسالها إلى السيرفر، كما لم يقم أيضًا تشفير المفاتيح التي يتم تبادلها؛ مما كشف المفاتيح وكلمات السر الخاصة لأجهزة الاستخبارات التي استطاعت القيام بما يعرف ب M-I-T-M-A لتقوم بعملية Real time decryption، وبذلك تمكنت المخابرات التركية من كشف تفاصيل عن اجتماعات مهمة لجنرالات مشاركين في الانقلاب. وبعد أن اكتشف الانقلابون أن ByLock ضعيف البنية أمنيًا، ولا يصلح لأن يوفر آلية موثوقة للتشفير، قام "الكثير من المشاركين بالانقلاب والمتعاونين معهم بالانتقال إلى استخدام Whatsapp التطبيق الذي يوفر التشفير. وقال عثمان، "مع العلم أن الانتقال كان متأخرًا و غير مجدٍ ولكن حتى بعد الانتقال ارتكبوا أخطاءً فادحة، حيث إنهم اعتمدوا على غرف جماعية تحوي الآلاف من ال"متعاطفين" مع خطة الانقلاب وشاركوا معهم معلومات مهمة، واعتمدوا عليها من أجل الCrowdsourcing of information. . وألمح إلى أن عميلًا واحدًا للمخابرات التركية ضمن هذه الغرف كان كافيًا لكشف جميع المحادثات وتحويل ميزة whatsapp لتشفير البيانات إلى عنصر غير مهم في الحفاظ على سرية المحادثات. ويختصر دلشاد عثمان العناصر التي أدت إلى فشل التواصل الآمن وهي: 1- تطبيق غير آمن ناتج عن عدم إجراء تدقيق آمني للتطبيق قبل استخدامه 2- هيكلية تنظيمية للتواصل لا تعتمد على الأمان والتشفير القوي والموثوق كعنصر رئيسي للتواصل 3- عدم وجود بروتوكولات أمنية وسياسة واضحة للناحية الأمنية 4- عدم وجود سياسية وبروتوكول لفحص خلفية كل شخص مشارك في هذا الفعل ولفت دلشاد في ختام تحليله الأمني، إلى أن الأخطاء المذكورة أعلاه تبين أن التكنولوجيا القوية لوحدها ليست كافية، بل هي بحاجة لسياسات وبروتوكولات تدعهما وتعزز من دورها لتوفر البيئة الآمنة، مضيفًا "بالمحصلة، فشل الانقلاب وتم اعتقال عشرات الآلاف من المتهمين بالمشاركة في الانقلاب؛ بسبب عدم إدراك هؤلاء لأهمية الأمن الرقمي"، وإهمالهم لأمن معلوماتهم المتبادلة.