من السنن الطيبة التي أمرنا بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو صيام يوم عاشوراء، فما هو يوم عاشوراء؟ وما الحكمة من صيام هذا اليوم؟ يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم القمري، وفيه نجّى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون الحاكم الطاغية الذي كان يريد قتل سيدنا موسى عليه السلام. وقد روى معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام ومن شاء فليفطر. وقد وردتنا الأحاديث الكثيرة التي توضع عظمة صيام هذا اليوم، فقد كان الرسول يخصه بالأجر العظيم على باقي أيام السنة ما عدا أيام شهر رمضان المبارك، فصيام هذا اليوم على الأغلب يكفر ذنوب السنة التي قبله وهي الذنوب الصغيرة. وكان هذا اليوم يفرض فيه الصوم في الجاهلية وعندما قدِم الإسلام، ولكن بعد أن فرض الصيام في شهر رمضان أصبح صيام هذا اليوم من النوافل وليس من الفرائض، فمن شاء صامه ومن شاء أفطره. الحكمة من صيام يوم عاشوراء قيل إن هذا اليوم هو اليوم الذي نجى الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، وكان سيدنا موسى عليه السلام يصومه، لذلك فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم صيامه لأن اليهود كانوا يصومونه تعظيمًا لسيدنا موسى عليه السلام، فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم أننا المسلمون أحق بتعظيم رسول الله موسى عليه السلام من اليهود، فأحب صيامه. روى ابن عباس رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه، متفق عليه وكان قد أمر الرسول بمخافة أهل الكتاب في صيام يوم قبله أو يوم بعده لمن يتمكن.