منذ أن كتبت سلسلة مقالاتى الأخيرة عن "مقعد الرئاسة"، وأنا أتلقى يوميًا على إيميلى الشتائم والاتهامات.. بل والتهديدات ب"سوء العاقبة" إن لم أنحز إلى "فلان".. وإلا "سنسكتك" إلى الأبد!!.. وكلامًا آخر جارحًا، بلغ حد الطعن فى إيمانى بالإسلام دينا ورسالة وحضارة.. هكذا بين ليلة وضحاها بت خارجًا عن "الملة" لأنى كما يزعمون ألمز وأغمز أو أتجاهل أو لم أسلم عقلى وصوتى وضميرى للمرشح "الفلاني". فضلت عدم نشرها حفاظًا على "الذوق العام".. وللحيلولة دون خدش حياء السادة القراء، وإيذائهم.. وما يثير القلق فعلا أنها تصدر ممن يزعمون أنهم أبناء "الحركة الإسلامية".. وغالبيتهم يدعون أنهم "محبون" و"مؤيدون" للمرشح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل!! ولا أدرى ما إذا كان هذا الادعاء "صحيحًا" وأن هذه الفظاظة الجارحة فى الخلاف، تصدر بدافع الحماس لمرشحهم "المفضل" أم أنهم "اللهو الخفي" أو " الطرف الثالث" أو "الطائفة المندسة" على الرجل للإساءة إليه، وتقديم مؤيديه فى صورة "عدوانية " و"متطرفة"؟! المشكلة هنا أن الظاهرة، قد تخضع للتقاليد "الميرى" والتى لا تؤمن بمنطق "السيئة تخص" وإنما ب"السيئة "تعم".. وقد تنسحب هذه الصورة "العدوانية" على الرأى العام الإسلامى المسيس والمنظم.. وللصوت الإسلامى "الموجه".. قد يسدد فاتورته المرشحون الإسلاميون عمومًا وقبل أن يُفتح باب تلقى طلبات الترشح للانتخابات. نأمل أن يستفيد "محبو" الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، من تجربة محمد البرادعي، حين أساءت إليه "الحضانة"، التى التقته منذ أن وطئت قدمه مطار القاهرة فى مارس عام 2010، بسبب نزعتها اليسارية والليبرالية المتطرفة، وعدوانيتها إزاء التيار الوطنى الأساسى.. ما كان خصمًا من رصيد الرجل، وتآكل حضوره بمضى الوقت وبتكرار الأخطاء وبتصدر وكلائه المتطرفين منصة الحديث باسمه والدفاع عنه والدعاية له. ولا أعلم ما إذا كان "أبو إسماعيل" على دراية بتنامى نزعة التطرف "المؤيدة" له على الشبكة العنكبوتية.. ولا أعلم ما إذا كان لديه مستشارون احترافيون.. يسدون له النصيحة ويقدمون له الرؤى لتخفيف هذا التوتر والعصبية، والذى يبلغ حد "الهياج" الهستيري، فى تعاطى بعض "مؤيديه" مع "المخالفين" أو مع "آخرين" لهم الحق فى أن يكون لهم موقف مختلف. مصر قريبًا ستنتخب رئيسًا ولأول مرة عبر الانتخابات النزيهة.. وليس بوسع أحد.. إلا أن يحترم اختيار المصريين.. وأن يجل ويقدر الرئيس الذى اختاروه بإرادتهم الحرة.. حتى وإن جاء من بين صفوف من لا يرقون لنا.. هذه هى الديمقراطية.. وإلا بتنا شعبا لا يستحق إلا "الجلادين"؟ [email protected]