منذ أكثر من أربعة أشهر أو يزيد عن هذا كنت قد دعيد من أحد الواعدين في هذا الجيل إلى حضور تدشين مبادرة مبادرة العلم قوة الذي نظمته جمعية صناع الحياة بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو). ويستهدف المشروع محو أمية 120 ألف مواطن ومواطنة على مستوى الجمهورية خلال عامه الأول، وكان وذلك في قاعة الاحتفالات بديوان عام محافظة المنيا . وكان التدشين قد تم بحضور الداعية الإسلامي الماتع الدكتور عمرو خالد والذي أتفق معه في ظواهر الأمور ، وأكاد أختلف معه تمام الاختلاف في بواطنها وليست المساحة الآن مخصصة لتقييم الرجل فكراً وأسلوباً ودعوة. لكن أحيه أنه طالما يحلم بمستقبل مشرق لهذا الوطن وكله أمل في أن يجد مخرجاً شرعياً لكبوته التي لازمته ثلاثين عاماً من حكم المخلوع مبارك ونظامه السياسي البائد. والمدهش أن جمعية صناع الحياة التي كانت مجرد فكرة برنامج إعلامي تلفازي صارت واقعاً مشهوداً ملفتاً ومتميزاً على أرض مصر وتحقق نجاحاً بعد نجاح ، رغم أني لست من أعضائها ولا أظنني أني سأفكر في الانضمام ، ولكن يحسب لها تميزها في الفكرة وابتكارها في التنفيذ ، وفكرة محو أمية المصريين باتت أمراً ضرورياً وملحاً لأنه أقوى وأقهر من مرض شلل الأطفال الذي ابتلي به أطفالنا بسبب السياسة البيوكيميائية التي ابتدعها نظام وحكومات مبارك السالفة. والمبادرة لا تقتصر على فكرة محو الأمية فحسب ، بل تتخطى ذلك إلى تأهيلهم لسوق العمل وهذا يعد الإنجاز الحقيقي والمرتقب للمشروع ؛ لأن مصر الآن بحاجة ماسة إلى سواعد أبنائها الطامحين للرقي والنجاح والإعمار. ويستهدف المشروع في كنهه إلى تطبيق محو الأمية في ثماني محافظات فى مصرهي القاهرة, والأسكندرية, وأسيوط ,والمنيا, وبنى سويف ,والشرقية, والسويس والمنوفية ، والفئة العمرية المستهدفة من المشروع هى من سن 15 إلى 35 سنة. ولا شك أن هذه الفئة هي القوة الحقيقية التي تحتاج للعلم الذي بالتأكيد إن شاء الله سيعقبه العمل. واختيار الداعية عمرو خالد لقيادة دعاية هذا المشروع لهو أمر طيب لما يتمتع به الرجل من احترام وتقدير ومصداقية ، ويكفيك أن تحاول تصفح الصفحة الخاصة بالمشروع على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك لتتأكد من مدى مصداقيته لدى شباب هذا الوطن الجميل من خلال التعليقات والمشاركات وطلبات الاشتراك التطوعي في المشروع. وكلي أمل أن ينجح هذا المشروع لأسباب وطنية محضة ؛ لعل أبرزها ما فشلت فيه وزارات التربية والتعليم المتعاقبة وهيئة محو الأمية في علاج كارثة الأمية في مصر ، وأعتقد أن هؤلاء الشباب الذين تشرفت برؤيتهم لهم قادرون بإذن الله على تحقيق ذلك ، ورغم أن الدعم المادي قد يكون متوفراً للمشروع فهذا لا يكفي فقط ، فعلينا أن نساهم جميعاً في تنفيذه وإخراجه إلى حيز النور أعني التطبيق. ناهيكم على أن نتبنى الفكرة كمشروع قومي للبلاد بدلاً من الأفكار التي مشينا وراءها مهرولين وفرحين بمجهول كنا نعلم أنه لا ولن يتحقق. تحية لأولئك الذين فكروا في مستقبل مصر ، وتحية لرعاته الرسميين ، وتقدير للدكتور عمرو خالد الذي سنسانده بما نقدر عليه لإنجاح الفكرة ،وثانياً لقد جاءت الفرصة سانحة لأبناء هذا الوطن الذي يضطرب ، وفرصتهم هي المشاركة والبناء لا التنديد والاعتصام ، جاءتهم الفرصة كما يقولون في المثل السائر ( على طبق من ذهب ) فهل هم جديرون بتنوير إخولنهم وأخواتهم في وطنهم مصر ؟