صعدت الصحف الأمريكية من حملة الهجوم التي تشنها على النظام المصري على خلفية الحكم بسجن الدكتور أيمن نور لمدة خمس سنوات ، وفي تطور جديد غير مسبوق في وصف ما يجري في مصر ، وانتقاد النظام الحاكم ، نشرت النيويورك تايمز مقالا افتتاحيا أمس الأحد للكاتب توماس كدوز بعنوان " ثلاثة طغاة وامتحان واحد " ، وصف فيه الرئيس حسني مبارك بالطاغية المستبد ، وإنه يريد أن يبقي رئيسا لمصر مدي الحياة. وتوقعت الصحيفة أن يخرج الرئيس بوش عن صمته ويوجه انتقادات حادة ومباشرة لنظام الحكم في مصر ، مثلما كان يفعل مع نظام صدام حسين أو مع سوريا حاليا . وأكدت "نيويورك تايمز" أن لدي إدارة الرئيس بوش أدوات وخيارات عقابية كثيرة يمكن تنفيذها ضد مصر وباقي الدول الاستبدادية ، وأول هذه العقوبات يتمثل في تأجيل إقرار الاتفاقيات التجارية التي أتفق عليها بين مصر وواشنطن ، ورفض استقبال الرئيس مبارك أو كبار المسئولين المصريين بالبيت الأبيض ، تخفيض المساعدات الاقتصادية وكذا تعديل التعاون والمساعدات العسكرية لمصر. واعتبرت العقوبات السابقة هي خيارات معروضة علي الرئيس بوش لاختيار ما يريد تنفيذه ، إلا أن إدارة بوش ، حسب وصف الجريدة ، لم تحدد الطريقة أو الأسلوب الذي سوف تسلكه سواء مع مصر أو باقي الأنظمة الاستبدادية الأخرى ، لكنها شددت على أن بوش مصمم علي تنفيذ أجندته الخاصة بالديمقراطية والحرية. وأكدت الصحيفة أن نظام الرئيس مبارك يمنع معارضيه من التغيير أو المطالبة بالتغيير ، مشيرة إلى أن الانتخابات التشريعية الأخيرة شهدت أعمال عنف وتزوير واعتداء علي المواطنين بالرغم من تعهدات سابقة من النظام الحاكم لكوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بإجراء انتخابات نظيفة. واعتبرت "نيويورك تايمز" أنه لن يشفع للرئيس مبارك كونه يقوم بالتعاون الأمني مع الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط أو أنه يساعد في حل القضية الفلسطينية ، كي يتنازل الرئيس بوش عن تطبيق بنود أجندته الخاصة بنشر الحرية والديمقراطية في مصر. وعللت الصحيفة ذلك بأن لدي الرئيس بوش قناعة كبيرة بأن نشر الحرية والديمقراطية في دول الشرق الأوسط ذات أنظمة الحكم الاستبدادية من شأنه أن يحارب الإرهاب ويقطع جذور ما تسميه الإدارة الأمريكية الإسلام الجهادي ، وكذلك كافة الأصوليات السياسية التي تعتنق العنف كوسيلة من وسائل تعبيرها . وأكد الكاتب أن كل الرؤساء الأمريكيين السابقين كانت لديهم قناعة ببنود أجندة إدارة بوش الخاص بنشر الحرية والديمقراطية حول العالم إلا أنهم كانوا يؤجلون تنفيذها لأن معظم الأنظمة الاستبدادية كانت أنظمة صديقة لأمريكا ، فمنهم من كان يقدم البترول والغاز ، ومنهم من يقدم المواقع لإقامة قواعد عسكرية أمريكية علي أراضيه ، ومنهم من كان يقدم خدمات اقتصادية أو سياسية أخري ، لذلك ، والكلام ما زال للنيويورك تايمز ، كانت الإدارات الأمريكية السابقة تؤجل الإطاحة بتلك الأنظمة الاستبدادية الصديقة . ورأت الصحيفة أنه بعد أحداث 11 سبتمبر ، فإن إدارة الرئيس بوش مصممة علي تنفيذ أجندتها الخاصة بالديمقراطية ونشر الحرية ، وأيضا للحفاظ علي مصداقيتها أمام شعوب العالم خاصة الشعب المصري بعد ما شهدت الانتخابات التشريعية الماضية من تدخل حكومي ضد مرشحي المعارضة. وتناول مقال " ثلاثة طغاة وامتحان واحد " أيضا الرئيس نور سلطان نزار بيف رئيس كازاخستان والرئيس الهام علييف رئيس أذربيجان حيث وصفهم المقال أيضا بالطغاة المستبدين ، وبأنهم رؤساء ينوون البقاء في كرسي الرئاسة للأبد . وفي السياق ذاته ، أكدت صحيفة "نيوز داي " الأمريكية وجود توتر شديد يشوب العلاقات المصرية الأمريكية بسبب الحكم بالسجن علي أيمن نور أحد منافسي الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وأشارت الجريدة إلي أن الحكم قوبل بانتقادات دولية واسعة النطاق تهدد بتوتر علاقات مصر مع دول العالم المختلفة. يذكر أنها المرة الأولي التي تصف فيه الصحف الأمريكية الرئيس مبارك بالطاغية المستبد وأن هذا الوصف كان يطلق فقط في الماضي علي الرئيس صدام حسين ، مما يعني أن العلاقات الأمريكية مع نظام الرئيس مبارك بدأت تأخذ منحنا جديدا يؤكد توتر العلاقات وربما فرض عقوبات.