أكد المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسس حزب الوسط "تحت التأسيس" أن الإجراءات القانونية التي اتبعها الحزب ضد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف لما تكن الحلقة الأولى في الأزمة الحالية بين مؤسسي الحزب والجماعة ، كاشفا النقاب عن أن قيادات الحزب ناشدت الجماعة ثلاث مرات قبل ذلك بأن يكف المرشد عن الإداء بتصريحات بأنه كان وراء فكرة إنشاء حزب الوسط ، وهو ما لم يستجيب له المرشد . وأشار ماضي ، في تصريحات خاصة ل " المصريون " ، إلى أن التصعيد من جانب الحزب يستهدف التصدى لمخطط إفشال خروج الحزب إلي النور ، خصوصا وأن للحزب جلسة قادمة بتاريخ 4 يناير أمام المحكمة الإدارية العليا ، وقد حصل الحزب علي موافقة تقرير المفوضين على تأسيس الحزب . وأوضح ماضي أن المرشد دأب على الحديث عن كونه صاحب فكرة إنشاء حزب الوسط عقب صدور هذا التقرير ، مشددا على أن مؤسسي الوسط في حالة دفاع شرعي عن مصداقية الحزب أمام الرأي العام والحفاظ عليه. وكشف ماضي عن أن العديد من الصحف ووسائل الإعلام طالبته بإلحاح بالحديث من خلالها عن الإخوان المسلمين وعلي رأسها برنامج "حالة حوار " ، مؤكدا أنه رفض ذلك رفضا قاطعا ، ومع ذلك فإن مرشد الإخوان هو الذي بدأ بالهجوم على الحزب ، علي حد قول ماضي . وعما إذا كان حزب الوسط يشكل خطرا علي الجماعة عند خروجه للنور ، قال أبو العلا ماضي إن ذلك قد يكون هو ما يقلق الجماعة ولكن حزب الوسط هو حزب لكل المصريين ولكافة طوائف المجتمع ولا يقتصر علي طبقات بعينها. وفي المقابل ، أكد الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة تأمل أن يخرج الحزب الوسط إلي النور لأن ذلك من شأنه أن يثري الحياة الحزبية والسياسية عموما ، معربا عن تمنياته للحزب ق في خدمة الإسلام والأوطان . وشدد حبيب علي أن خروج الحزب إلي النور هو أمر لا يقلق الجماعة في شيء لأن الجماعة لها روابطها القوية والصلبة مع أعضائها والمتعاطفين معها في الشارع ، فالجماعة لها تاريخها وجهادها وتضحياتها وأنها دفعت الثمن الغالي في مواجهة الاستبداد والقمع ولها رصيد هائل في الشارع وهو ما ترجمته النتائج التي حققتها الجماعة في الانتخابات التشريعية المنتهية. وأشار نائب المرشد العام للإخوان إلى أن للجماعة طريقها وأسلوبها الذي يختلف مع أسلوب وطريقة حزب الوسط ، ومع ذلك نحرص علي أن تكون هناك روابط قوية بين الحزب والجماعة. على جانب آخر ، علمت "المصريون" من مصادر مطلعة بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين أن عددا من أساتذة الجماعات بالجماعة بالإضافة إلي صحفيين بدءوا في إعداد تصور للدخول في حوار مباشر مع عدد من المثقفين والكتاب الصحفيين والأدباء لإزالة القلق الذي انتاب بعض المثقفين من الصعود السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وتأثيره علي الحياة الثقافية بوجه الخصوص. ويهدف الحوار لتوصيل رسالة إلى المثقفين مضمونها أن الإخوان ليست قضيتهم مصادرة الروايات أو محاصرة الإبداع لكن القضية الرئيسية لديهم هي مهاجمة الفساد الحكومي والظلم الاجتماعي ، وأن تلك القضية له أرضية وطنية مشتركة تجمع كافة أبناء الوطن من مختلف التيارات. وأفادت المصادر بأن باكورة هذه التحركات تمثلت في الزيارة التي قام بها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد للأديب العالمي نجيب محفوظ.