أمراض المفاصل والعظام الأعلى تسجيلاً.. وإدارات السجون تتعنت في علاج المساجين السياسيين مالك عدلي ومعتقل التيشيرت يبدأن رحلة علاج المفاصل.. وعبدالله الفخرانى يصاب بتورم في مشط القدم أحمد دومة يواجه مصيره ب"تغير مفصل الركبة".. وزيزو عبده يعاني من الروماتيزم والتهاب بفقرات العمود الفقري ومنظمات حقوقية تكشف كوارث عن سجون مصر ودكتور عظام: 5 أعراض تنذر بإصابة المفاصل.. والرطوبة وقلة الحركة أحد أهم الأسباب وراء الإصابات
بزنازين شبهها المعتقلون بعد خروجهم للحرية ب"القبور" لا تتعدى مساحتها الأربعة أمتار طولًا وثلاثة عرضًا، بجدران وأرض أسمنتية لديها القدرة العالية على امتصاص الحرارة وانبعاث الرطوبة في كل أنحائها، ففي الصيف تكون الزنزانة أشبه بأفران المخابر، وفي الشتاء أشبه بثلاجات ومبردات، لم يتوارد على أذهان من قام ببناء تلك الغرف أن هناك أفرادًا سياسيين كانوا أو جنائيين في الدخول إليها لقضاء مدد العقوبات والحبس الاحتياطي بداخلها، لتؤدى في النهاية إلى إصابة المعتقلين بأمراض مزمنة تخرج معهم للحياة الطبيعية لتذكرهم يوميًا بما مروا به من معاناة ومآسٍ في ليالي الزنازين وقسوتها، وكانت من أبرز تلك الأمراض التي عانى منها المعتقلون هي "التهابات الرئة، ألم في المفاصل"، وذلك نتيجة للرطوبة الشديدة داخل الزنزانة لترصد "المصريون" أبرز تلك الحالات وكيف بدأت رحلة علاجها؟ وكيف عانت داخل محبسها.. أحمد دومة وتآكل العظام "التهاب في المفاصل وتآكل في العظام وضرورة تغير مفصل القدم"، تفاصيل المرض الذي يعانيه دومة داخل محبسه؛ حيث أعلنت نورهان حفظي زوجته عن معاناته داخل السجن؛ بسبب عدم التهوية وضيق مساحة الزنزانة والرطوبة العالية التي تسبب في إصابته بكل تلك الأمراض، ولم تكن ألم المفاصل هي وحدها التي يعانى منها دومة بل منذ بداية فترة حبسه شارك في الإضراب عن الطعام للإفراج عن جميع المعتقلين بالمعركة التي عرفت إعلاميًا بمعركة الأمعاء الخاوية، والتي استمر فيها دومة لشهور عديدة وأدت إلى مشاكل مرضية كبرى في معدته وصلت لقيء الدماء وهو ما جعله يفك إضرابه ويعلن انسحابه من المعركة نظرًا لمرضه الشديد". ليقضي دومة عامه ال28 وهو العام الثالث على التوالي في حبسه في زنزانة قليلة التهوية شديدة الضيق ينتظر مصيره المجهول، للخروج إما بعفو رئاسي أو بعد انقضاء مدته المحبوس على إثرها بحرق المجمع العلمي وقضائه عقوبة المؤبد، وهو ما رفضته زوجته خلال حديثها، مؤكدة أنها لن ولم تستسلم للدفاع عنه كي يخرج من محبسه بأقصى سرعة. معتقل التيشيرت رحلة علاج بدأت دخل طفلًا وخرج شابًا يستند على عكازٍ يعانى من مشاكل في مفاصل قدمه اليمنى، محمود محمد، معتقل التيشيرت، دخل عقب إخلاء سبيله في رحلة أخرى للبحث عن علاج لقدمه ليسير عليها بشكل طبيعي والعودة إلى حياته لما كانت عليه قبل اعتقاله لما يقرب من عامين دون تهمة واضحة سوى ارتدائه تيشيرت "وطن بلا تعذيب". وفي تأكيد على أن الزنازين هي السبب الرئيسي وراء ما يحدث للمعتقلين من أمراض ومعاناة خاصة في مفاصل القدم؛ بسبب الرطوبة وعدم التهوية، روى معتقل التيشيرت أن هناك أحد المعتقلين يدعى صلاح جلال كان يذهب معه إلى المستشفات للعلاج من سجن ليمان طرة، وهو مازال قيد الاحتجاز يعاني من تآكل في عظام الحوض؛ نتيجة التعذيب الذي كان يمر به داخل السجن والتأديب في حال الاعتراض على شيء، ويؤكد محمد أن جلال لا يستطيع السير على قديمه بل هو قعيد ويسير بكرسي متحرك. ودعا إلى ضرورة التدخل لوقف الانتهاكات التي يعانى منها المعتقلون داخل السجون والدعوة للضغط لكي تقوم إدارة السجن بالسماح ل"صلاح جلال" الذي روى عنه محمد للدخول إلى المستشفى وإجراء العمليات الجراحية ليتم شفاؤه. عبد الله الفخراني يبحث عن علاج وفي رواية مختصرة رصد فيها أحمد الفخراني، شقيق المعتقل "عبد الله الفخراني" المعتقل بسجن العقرب شديد الحراسة، أكد دخوله في إضراب عن الطعام؛ نتيجة تعنت إدارة السجن في تحويله إلى مستشفى السجن لتلاقي العلاج بعد إصابته بعدد من الأمراض منها "ورم في أعلى كعب القدم، وورم آخر يظهر كلما رفع مشط رجله إلى أعلى فيظهر الورم أعلى الكعب. وطالب الفخراني من الأطباء المتخصصين في العظام محاولة تشخيص المرض وكتابة أسماء للأدوية التي من الممكن أن تدخل إليه لمحاولة علاجه ولو بشكل مؤقت لحين السماح له بالخروج لتلقي العلاج في المستشفى. زيزو عبده والروماتيزم وعقب قرار إخلاء سبيله بتدابير احترازية في قضية الدفاع عن الأرض، أكد إبراهيم فهمي شقيق "زيزو عبده" القيادي بحركة شباب 6 أبريل عن إصابته بألم في المفاصل والعمود الفقري نظرًا لحبسه الذي استمر أكثر من 135 يومًا. وأضاف فهمي أنه أصبح لا يستطيع الوقوف على قدميه لمدة طويلة مع شعوره بوجع شديد في فقرات العمود الفقري وخصوصًا عند الرقبة والفقرة القطنية أسفل السلسلة الظهرية، بالإضافة لتيبس في العضلات وروماتيزم للعظام وخشونة الركبة والمفاصل. وتابع: "السبب الرئيسي وراء ذلك هي زنزانة الحبس، حيث إنها لا تتعدى مساحتها بمساحة غرفة 3متر×4متر يقبع فيها 21 فرد بيناموا جنب بعض وعكس بعض لا يخرج للتريض أو الوقوف في أشعة الشمس إلا كل 15 يوم للجلسة وهو السبب الرئيسي في ذلك". وأضاف شقيقه أن ألم العظام لم تكن هي الوحيدة التي صاحبته داخل محبسه بل امتد الأمر للإصابة بمغص معوي شديد؛ نتيجة لمرضه بالقولون العصبي وعسر الهضم ومشاكل فى الاثنى عشر واستمر المغص بالقيء والإسهال والصداع النصفي حوالي 18 ساعة متواصلة. مالك عدلي.. التهاب في الرئة والمفاصل بعد خروجه من السجن بسبب دفاعه المستميت على مصرية جزيرتي "تيران وصنافير"، أكد مالك عدلي المحامي الحقوقي، أنه دخل في رحلة للعلاج من الألم التي عانى منها داخل محبسه؛ نتيجة حبسه الانفرادي ومنع إدارة السجن من خروجه من الحبس إلا لحضور جلسات التجديد الخاصة به؛ حيث كشف في تصريحات خاصة ل"المصريون" عقب خروجه أنه يعاني من عدد كبير من المشاكل الصحية يحتاج خلالها العرض على عدد كبير من الأطباء نظرًا لإصابته بالتهاب في الرئة، والمفاصل، وعرق النساء وذلك للحالة المزرية التي كان يعيش فيها خلال حبسه الانفرادي. السجون بلا أطباء
كانت عدد من المنظمات الحقوقية قد كشفت في بيانات سابقة لها مدى المعاناة التي تلاحق المعتقلين داخل السجون، والإهمال الشديد الذي يحيط بهم خاصة في العيادات الخاصة بالسجن، والمستشفيات التابعة لإدارات السجون، بالإضافة إلى قلة أعداد الأطباء المتخصصين في عدد من المجالات وأكثرها خطورة على الإنسان. رصد المرصد المصري للدفاع عن حقوق الإنسان، الانتهاكات الطبية التي يعاني منها المعتقلون ومدى حاجتهم لإجراء عمليات جراحية عاجلة لعلاجهم، مؤكدين أن طبيب السجن الوحيد في العالم الذي يعالج جميع الأمراض بقرص واحد، إضافة لعدم وجود أطباء مختصين داخل السجن كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة. أضاف المرصد أن عيادات السجون تفتقد لوجود أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة، فيظل المعتقل الذي يصاب بأي من الأمراض حتى اليوم الثاني أو الثالث إلى أن تتم إغاثته، بالإضافة إلى عدم توفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالأطراف الاصطناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة وعدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها كمرض السكري والضغط والقلب والكلى. ولقلة التهوية والرطوبة الشديدة والاكتظاظ الهائل أكد المرصد تفاقم أزمات الأمراض الخاصة بالعظام والروماتيزم وتيبس العضلات تؤدي في النهاية لأمراض مزمنة تلازم المعتقل حتى بعد خروجه من السجن وتحتاج إلى سنوات من العلاج. أعراض الإصابة بأمراض المفاصل قال الدكتور وليد يوسف، استشاري أمراض مفاصل وروماتيزم ورئيس جمعية أطباء أمراض المفاصل، أن التهاب المفاصل هو أحد الأمراض الروماتيزمية المتشابهة في ميلها للتأثير في المفاصل والعضلات والأربطة والغضاريف والأوتار، إضافة إلى قدرة العديد منها على التأثير في مناطق داخلية أخرى من الجسم. وأضاف يوسف أن قلة التهوية والرطوبة الشديدة وعدم الحركة تعد من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى إصابة المريض بذلك المرض، مشيرًا إلى أن خشونة الركبة هي بداية في الإصابة بمرض التهاب المفاصل، ومن بعدها تأتي أزمة تغيير المفاصل، مؤكدًا أن هناك آلاف المواطنين في مصر يعانون التهاب المفاصل بمختلف أنواعه، في الوقت الذي لا يتوافر فيها أطباء مفاصل بالقدر المطلوب. وعن الأعراض التي تنذر بإصابة المريض بالتهابات المفاصل تكون في شعوره بآلام متكررة وضعف في وظيفة مفصل أو أكثر، وإحساسه بتيبس صباحي متواصل والعجز عن تحريكه للمفصل بالشكل المعتاد، حتى إنه قد يظل نحو 6 ساعات لا يستطيع النهوض من مكانه أو مرقده، كما قد يرافقها حالات غير مبررة من ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الوزن والوهن. ولفت يوسف إلى أنه يمكن لالتهابات المفاصل أن تسبب العديد من الأعراض التي تؤثر في مختلف أجهزة الجسم التي لا تشتمل على مفاصل، لذلك قد تضم بعض أعراض المرضى الذين يعانون بعض أشكال التهاب المفاصل الحمى وتورم الغدد (تضخم الغدد الليمفاوية) وفقدان الوزن والتعب والشعور بالإعياء وأعراض شذوذ في بعض الأعضاء مثل الرئتين والقلب والكليتين.