مرض تيبس المفاصل هو فقدان أو انخفاض مستوى سلاسة حركة المفاصل والعظام في الجسم، وقد يرافقه ألم شديد عند تحريك المفصل، والشعور ببعض الآلام في العمود الفقري في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، أو بعد أخذ قسط من الراحة ويعد تصلب المفاصل، وخصوصاً مفصل الركبة، من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، ومن المتوقّع أن تزداد نسبة الإصابة به في السنوات القادمة، مع ازدياد متوسط عمر الفرد العادي. يقول الدكتور عبدالشافي أحمد حسيب، أستاذ المفاصل والروماتيزم بطب الأزهر: تصلب المفاصل يؤدي إلى قلة الحركة والعمل والإنتاج، ويعد إحصائياً من أكثر المشاكل بعد أمراض القلب المزمنة. وتؤكد الدراسات الإحصائية أن أكثر من 25% من مرضى خشونة المفاصل في الدول العربية يعانون تيبس المفاصل، خاصة بين السيدات، وتصاب النساء بالتصلب المبكر بمفاصل الركبتين، بسبب الاستخدام السيئ للأحذية غير الصحية ذات الكعوب العالية، مما يؤثر على مفاصل الركبتين والحوض وهناك أمراض عديدة تتسبب فى فقدان مرونة المفاصل وبالتالى يحدث تيبس بالمفصل وضعف بالحركة مع تحدد وتناقص فى مجال الحركة وألم مما يجعل الحركة صعبة ومؤلمة، ومن أهم هذه الأمراض التهابات المفاصل الناتجة عن الخشونة أو عن الالتهابات الروماتيزمية مثل: مرض الروماتويد حيث إن هذه الأمراض تؤثر على غضاريف المفصل، فضلاً عن التأثير على الأربطة والعضلات، ويتميز التهاب المفاصل الروماتويدي بآلام المفاصل، التورم وتصلب المفاصل، كذلك فإن الكثير من المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي يعانون من تصلب المفاصل بالذات في الصباح، نتيجة لنشاط الالتهاب أثناء الليل ويعتبر مرض السكر من أكثر الأمراض شهرة كسبب لتيبس المفاصل، خاصة مفصل الكتف حيث يتسبب فى حدوث تليفات بالعضلات والتهابات بالأعصاب ومعها قصر بالأوتار وهذا يتسبب فى ألم شديد مع تحدد بالحركة، واستعمال الطرق القديمة فى علاج الكسور مثل الجبس لفترات طويلة أو عدم الحركة لفترات طويلة مما يتسبب فى تيبس بالمفاصل وتليفات بالعضلات والمفاصل مما يجعل العودة للحياة الطبيعية صعبًا حتى بعد التئام الكسر وتمام التحام العظام، ومن الأمراض التى قد تصيب الأطفال وتتسبب فى تيبس المفاصل أمراض قصور الدورة الدموية أو أمراض مراكز النمو والعيوب الخلقية، وهناك نوع من التهاب المفاصل يصيب العمود الفقري، فيسبب تصلب المفاصل والحد من حركتها مع التهاب فقرة أو أكثر وسبب تيبس العمود الفقري هو التهاب الأربطة التي توصل الفقرات ببعضها. ويضيف الدكتور عبدالشافي أحمد حسيب: من أعراض المرض فقدان أو انخفاض مستوى سلاسة حركة المفاصل والعظام في الجسم، وقد يرافقه ألم شديد عند تحريك المفصل وتتعدد الأعراض المصاحبة، وهي الإحساس بالألم بدرجات مختلفة مع تيبس أحياناً في أثناء الحركة، وحدوث ارتشاح بالمفصل أحياناً، مع سماع صوت طرقعة مع الحركات الشديدة، وتزداد هذه الأعراض تدريجياً بسبب بطء والتصلب الصباحي والألم والتعب وعدم القدرة على الحركة هي الأعراض الشائعة لالتهاب المفاصل، هذه الأعراض قد تضر بالأداء الوظيفي وجودة الحياة وتحد أيضاً من القدرة على العمل وتصلب الصباح هو العرض الرئيسي للمرض لدى معظم المرضى، ويعبر عنه بالألم، بالعجز الوظيفي وبصعوبة تحريك المفاصل في الصباح والشعور ببعض الآلام في العمود الفقري في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، أو بعد أخذ قسط من الراحة يؤدي إلى صعوبة في النهوض من الفراش وبمجرد بدء الحركة يحدث تحسن لآلام وتيبس الظهر والشعور بتيبس في الركبة وصعوبة في الوقوف أو الحركة بعد الجلوس لفترة طويلة في مكان واحد دون حراك والشعور بقساوة في حركة اليد، خصوصاً في الصباح الباكر أو بعد أخذ قيلولة خلال النهار، فقد تشعر بألم مبرح سيستمر لمدة عشرين دقيقة، ويزول بعد ذلك تماماً ويرى الدكتور عبدالشافي حسيب، أهم طرق منع حدوث التيبس بالمفاصل هو الحركة المبكرة مثل: استعمال الطرق الحديثة فى علاج الكسور والتثبيت الجراحى الجيد واستعمال الطرق البيولوجية لتشجيع التئام الكسور بسرعة وعلاج السكر والتهاب الأعصاب المصاحب له فى غاية الأهمية لمنع حدوث تليفات المفاصل ولضمان نجاح العلاج وعلاج الالتهابات والخشونة مبكراً قبل أن تؤثر على المفصل وعلاج الأمراض التى تصيب الأطفال قبل أن تؤثر على نمو المفصل، وفى حالة حدوث تيبس فيمكن استعمال العلاج الطبيعى والتأهيل وبرامج الطب الطبيعى لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة من التيبس التى تكون مدتها أقل من سنة ويعمل العلاج التأهيلي على تدريب الأشخاص المصابين على كيفية التكيف مع عالمهم اليومي و وتوفر تمارين مجال الحركة (المد والثني السلبيان للأطراف) بعض الفوائد من خلال الحفاظ على عمل المفاصل، ويجب أن تبدأ في وقت مبكر، يجب تجنب التمارين التي تسبب الشعور بالألم ويتم شد المفاصل بهدوء مرتين باليوم، من اجل الحفاظ على مجال الحركة وتعتبر حمامات الشمع الطبى وهى (مزيج من الشمع الطبى وزيت البرافين فى حالة انصهار باستخدام مصدر حرارى) من أفضل الوسائل المستخدمة فى علاج تيبس المفاصل وما أن تتفاقم حالة تيبس المفاصل، قد يتعذر زيادة مجال الحركة (المرونة) في المفاصل، ومع ذلك، ربما لا تزال الفرصة متاحة للحد من أي فقد زائد في المرونة، ومن الأفضل أن يحافظ الأشخاص على نشاطهم بقدر الإمكان للحفاظ على عمل المفاصل وتحسين حالتهم الصحية العامة من خلال الجمع بين الأنشطة اليومية وممارسة تمارين مجال الحركة السلبية ولو كانت الحالة شديدة أو استمرت أكثر من سنة فيمكن علاجها جراحياً بالمنظار أو الجراحة المفتوحة لإزالة التليفات وإطالة العضلات وإصلاح حالة العظام والغضاريف بطرق بناء العظام، أما الحالات المتأخرة فيمكن علاجها بجراحات المفاصل الصناعية التى يفضل عدم إجرائها قبل سن ال 55 كى نضمن نجاح المفصل الصناعى وطول عمره الافتراضى.