التهاب المفاصل هو التهاب في غشاء المفاصل يتسبب في حدوث درجات متفاوتة من الألم، ويقيد حركة المريض، حيث يكون له تأثير على الأنشطة الطبيعية التي يقوم بها الشخص، ويمكن أن يكون الالتهاب جرثومياً، أو ناتجاً عن سبب آخر معروف أو مجهول، وقد يصيب مفصلاً أو أكثر يمكن أن يحدث التهاب المفاصل في أية مرحلة عمرية، وهو يُعد أحد أكثر المشاكل الطبية شيوعاً، حيث يصيب واحداً من كل سبعة أشخاص، وثمة أكثر من (100) نوع من حالات التهاب المفاصل، تختلف أسبابها وأعراضها وطرق علاجها. يقول الدكتور عبدالشافي أحمد حسيب، أستاذ الروماتيزم والمفاصل بطب الأزهر: أبرز أنواع التهاب المفاصل هي التهاب المفاصل الروماتيزمي ويعد هذا المرض من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً في العالم، وتتطور هذه الحالة بين سن العشرين والخمسين وأهم أسبابه ينجم هذا الشكل من أشكال التهاب المفاصل - على الأرجح - عن مهاجمة الجهاز المناعي لنسيج بطانة المفصل وأعراضه هي ألم وتورم في المفاصل الصغيرة لليدين والقدمين ووجع أو تيبس عام، خاصة في الصباح وبعد فترات الراحة وتورم وألم وسخونة في المفاصل في بداية النوبة ويعد هذا النوع من أكثر أنواع التهاب المفاصل إضعافاً للمفصل، فغالباً ما تسبب هذه الحالة تشوهاً في المفاصل، وربما تؤدي إلى ارتفاع في الحرارة، يصحبهما فقدان لقوة العضلات المرتبطة بالمفاصل المصابة، وغالباً ما تكون هذه الحالة مزمنة، مع أنها قد تظهر وتختفي، والنوع الثاني التهاب المفاصل المعدي وأسبابه تحدث الإصابة نتيجة للعدوى، وتشتمل العوامل المعدية على بكتيريا وفطريات وفيروسات، وفي بعض الأحيان يكون المفصل هو الموضع الوحيد المصاب بالعدوى من الجسم، برغم أنه في حالات أخرى تحدث عدوى المفصل كجزء من عدوى أشمل تصيب عدة أجزاء من الجسم مثلما يحدث في مرض (لايم) وأعراضه ألم وتيبس في أحد المفاصل وإحمرار وتورم ودفء في الأنسجة المحيطة بالمفصل وقشعريرة وارتفاع في الحرارة وضعف أو إرهاق واحتمالية حدوث طفح جلدي. مع العلم أن هذه الأعراض لا تكون حادة ولا تدوم طويلاً وإذا لم تعالج هذه الحالة فقد تتلف العظام والمفاصل وما يحيط بهما من أنسجة تلفاً تاماً، وقد تحتاج الحالات الشديدة من تلف المفصل إلى جراحة لإعادة بناء المفصل وفي معظم الحالات يؤدي التشخيص والعلاج الفوري إلى شفاء سريع وتام، وقد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي لضمان استعادة حركة وقوة المفصل. ويضيف الدكتور عبدالشافي حسيب: النوع الثالث الالتهاب العظمي المفصلي (خشونة المفاصل) ونادراً ما تحدث هذه الحالة قبل سن (45) عاماً، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بها، وأما أكثر المفاصل تعرضاً لهذا المرض فهو مفصل الحوض، يليه مفصل الركبة وأسبابه الجنس، حيث الإصابة عند الإناث أكثر منها عند الرجال والفترة العمرية بعد سن الخامسة والأربعين وإصابات المفاصل نتيجة جهد جسدي أو إصابات الرياضة والسمنة أو البدانة وعوامل وراثية وتتضمن إصابة الغضاريف وضعف المفاصل والأمراض التي تغير من طبيعة تكوين الغضاريف، والنوع الرابع النقرس أكثر ما يصيب هذا المرض الرجال فى مراحل العمر المختلفة والسيدات اللاتى تزيد أعمارهن عن الخمسين عاماً وينتج هذا المرض عن تكوّن بلورات من حمض اليوريك في المفصل وأعراضه ألم حاد يصيب فجأة مفصلاً واحداً، غالباً ما يقع عند قاعدة الإصبع الكبير وتورم واحمرار تسبب هذه الحالة نوبة حادة يمكن علاجها بفعالية، بعد انتهاء النوبة يعود المفصل عادة إلى حالته الطبيعية، غير أن النوبات قد تتكرر، وقد تتطلب علاجاً وقائياً لتخفيف مستويات حمض اليوريك في الدم، والنوع الخامس التهاب المفاصل الروماتويدي هو عبارة عن التهاب مزمن يصيب المفاصل في أجزاء الجسم المختلفة بصورة متوازية في الجانبين الأيمن والأيسر، ويؤثر في أغلب الأوقات على المفاصل الصغيرة لليد، ويتسبب هذا الالتهاب بإتلاف الغشاء الزلالي الذي يربط بين العظام والمفاصل، ويعد أحد أهم أنواع التهابات المفاصل المسببة للإعاقة. ويصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال، وفي كل المراحل العمرية، لكن تحدث الإصابة بالمرض بصورة أكبر بين عمر الثلاثين والخامسة والأربعين وسبب هذا المرض غير معروف، ولكنه يعزى إلى خلل في جهاز المناعة، إذ تقوم بعض خلايا المناعة المنوط بها مهاجمة الميكروبات، بمهاجمة الخلايا المبطنة للمفاصل خطأ. ويرى الدكتور عبدالشافي حسيب، أنه يتركز علاج التهاب المفاصل في التخفيف من أعراض وتحسين قدرة المفاصل على أداء وظيفتها، أحياناً تنشأ حاجة إلى تجريب علاجات متنوعة، أو دمج علاجات مختلفة مع بعضها البعض سعياً إلى التمكن من تحديد العلاج الأفضل للمريض المحدد، ويتمثل علاج التهاب المفاصل بالأمور الآتية: تناول الأدوية المضادة للالتهاب، وهناك العديد من الأدوية التي تساعد على تخفيف الألم، ولكن يجب استخدام هذه الأدوية حتى ينتهي الألم فقط، ولابد من استشارة الطبيب لإعطاء المريض الدواء المناسب للحالة الخاضعة للتشخيص والعلاج الطبيعي يمكن أن يكون ناجحاً في معالجة أنواع مختلفة من التهاب المفاصل، التمارين الرياضية يمكنها أن تزيد مدى الحركة وأن تقوي العضلات المحيطة بالمفصل والعلاج بالدفء والبرودة حيث يقوم الماء البارد بتسكين الألم، خاصة إذا كان المرض في بداياته، إذ يمكن وضع بعض الثلج في (كيس بلاستيكي) ثم وضع منشفة عليه، ووضع الكيس على المكان الذي يصدر منه الألم أكثر من مرة في اليوم، ولكن ليس لمدة أطول من (10) دقائق في كل مرة، وبعد انتهاء الألم الشديد، يمكن استبدال الماء البارد بالماء الدافئ، حيث إنه يساعد على ارتخاء العضلات التي تحيط بالمفاصل المصابة التي تسبب الألم، ويمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض أكثر من الماء البارد (المثلج)، ولكن أيضاً لمدة لا تزيد علي (10) دقائق في كل مرة، والجبائر حيث تقوم الجبائر بإسناد المفاصل الضعيفة والمتألمة، وحمايتها خلال العمل، وقد يكون تثبيت المفصل بواسطة الجبيرة (splint) مفيداً في حالات معينة, يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية اذا لم تساعد طرق العلاج التقليدية ولم تحقق النتائج المرجوة، يمكن استئصال الغشاء الزليلي أو تبديل المفصل.