خال ضحية أنقذ 96 علي مركبه الخاص.. ووالد كريم: آخر كلمة الحقنى بغرق شيع أهالى قرية الزعفران وقرية الترحيلة التابعتين لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، فجراليوم السبت جثمان فوزى عبدالله الغلبان من قرية الترحيلة، وباسم على حسانين الدرينى من قرية الزعفران، الذى لقى مصرعهما مع آخرين فى غرق مركب الهجرة غير الشرعية على بعد 12 كيلو مترًا من بوغاز رشيد. وينتظر أهالى الزعفران، جثمان محمد عبودة الضحية الثالثة من ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية برشيد. كما شيع الآلاف جثمان حسن محمد مهنى الفقى بقرية برج مغيزل. وفي قرية السكرى، تم تشييع الآلاف لجثامين محمد هلال غنيم وأحمد محمد أبو إبراهيم السكرى، وحمدى جبر رزق الله الثعلبى، محمد ضافر. كما شيعت قرية الجزيرة الخضراء، جثامين محمد شرف ورضا محمد أبو حامد. وقال سامح عبد الدايم، 18 عامًا، طالب من الجزيرة الخضراء، مركز مطوبس وأحد الناجين إننا تجمعنا فى قرية مسترو بمحافظة كفرالشيخ، ونقلونا فى قارب ومنه إلى ثان وثالث، وأخيرًا إلى المركب التي غرقت بنا بسبب تهالكها وحمولتها الكبيرة. فيما أضاف والد كريم حسن، أحد ضحايا المركب المنكوبة أن كريم البالغ عمره 15 عامًا بقرية الجزيرة الخضراء، الله يسامحك يا كريم لو أخذت رأيى ما تركتك تسافر حتى لو كان آخر يوم فى عمرى، والله ما أخذ رأيى وآخر كلمه سمعتها منه "الحقنى يابابا أنا بغرق فى مياه البحر، المركب مالت ألحقنى". وأوضح، أن هذه الكلمات سمعها منه ولن ينساها طوال عمره، وهو قليل الحيلة لا يستطع أن يفعل شيئًا لإنقاذ أحن وأصدق وأحب إنسان لقلبه ثم يقول: ربنا يرحمك يا كريم ويدخلك جنته. وأكد أنه لم يعلم بسفره إلا عند اتصاله به لإنقاذه، موضحًا أنه يعلم أن فقره الشديد، ومرضه وقلة حيلته، وقلة الخدمات والحياة البائسة التى يعيشها الآلاف من شباب قرية الجزيرة الخضراء هى سبب تفكير كريم فى الهجرة غير الشرعية. وكشف والد كريم، أن آخر مرة رآه كان مساء الاثنين وظن أنه خارج فى رحلة صيد مثل بقية أهالى القرية ولكن فوجئ باتصاله به من المركب، مؤكدًا أنه يطالب بالقصاص لابنه من هؤلاء القتلة السماسرة الذين لا يهمهم إلا إغواء الشباب بالهجرة غير الشرعية لجمع الأموال. وتابع، أنه علم بعد غرق ابنه أثناء البحث عن الضحايا، أن كريم اتفق مع أحد السماسرة وكتب على نفسه إيصال أمانة والمبلغ المتفق عليه 25 ألف جنيه سيسددهم له عند وصوله لإيطاليا للعمل هناك، مطالبًا بمحاكمة السماسرة لأنهم لا يعنيهم حياة الشباب والمهاجرين وشغلهم الشاغل تحميل أكبر عدد من الأشخاص بالمركب. فيما أضاف يوسف الصباغ (ريس مركب)، أن القرى التابعة للوحدة المحلية للجزيرة الخضراء "السكرى وأبوخشبة وبرج مغيزل، التابعين لمركز مطوبس" كلها قرى منكوبة بسبب الإهمال الشديد الذى يجدوه من المسئولين، إضافة لعدم معرفة أهالى تلك القرى بالعدد الحقيقى للضحايا، لأن هناك العشرات من الشباب خرجوا ومتغيبين ولا يعلم أهلهم أين ذهبوا، وهل كانوا فى المركب التى غرقت أم خرجوا فى رحلات صيد فى مراكب أخرى؟ وتابع أن معظم الشباب والأطفال يخرجون فى رحلات صيد دون علم أهاليهم، فكل شاب يخرج قبل الفجر لعله يجد مركب يسرح فيها لمدة 15 يومًا ويجرى اتصالا بأهله بعد يوم أو يومين من سفره ليطمئنهم عليه، لذلك فكثير من أقارب الضحايا لا يعلمون عنهم شيئاً. وأشار، إلي أنه كان على متن المركب الغارقة من أبناء الجزيرة الخضراء ما لا يقل عن 10 أشخاص، وكذلك من قرى أبوخشبة والسكرى، معتبرًا أن الشباب يضطر للهجرة غير الشرعية بعد أن ضاقت بهم الدنيا، مشيرًا إلى أن ما حدث هو كارثة بكل المقاييس. فيما قالت والدة كريم بعد إفاقتها من الغيبوبة، التى أصابتها إنها لم تعلم بسفر كريم، ولو علمت ما تركته يسافر، حتى ولو كانوا هيأكلوا العيش حاف، مضيفه لن أنسى كريم وحنيته وحبه، ورجولته برغم أن سنه 15 سنة بس، كان راجل البيت نعتمد عليه فى كل احتياجاتنا، كريم لم يكن إنسانًا، كان ملاكًا يمشى على الأرض. وأضافت لا أصدق أنى رأيته جثة ملفوفة بقماش ودفنوه ودفنوا قلبى معه، كانت أتمنى أن يدفنوننى معه ولا نعيش بعده لحظة، مؤكدة أنها سامحته لأنه لم يقل لها أنه مسافر سفر مفهوش رجوع، وتابعت " الله يسامحك يابنى سافرت من غير ما أشوفك ولا أبوسك ولا أخدك فى حضنى غبت عنى ياحبيبى". محمد عبده الحصرى، إبن خال كريم، أكد أنه علم بغرق المركب فتوجه بمركبه بحثًا عن المركب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووصل حتى حدود برج البرلس ثم عاد مرة أخرى، وفوجئ بأيادى الضحايا تشير إليه وتستغيث به، وتمكن من إنقاذ 96 شابًا من مختلف الجنسيات. كما تمكن من انتشال جثة سيدة سورية وكان مكان الحادث على بعد 12 كيلو مترًا فى البحر غرب رشيد. وأوضح خميس عرفة، عضو مجلس إدارة مركز برج مغيزل، أنه تم دفن جثمان كريم حسان مساء أمس، وهناك العشرات من أبناء الجزيرة الخضراء والسكرى وأبو خشبة يبحثون عن أبنائهم بالسيارات بين ثلاجات مستشفيات رشيد والمحموديه وإدكو وأبوحمص وكفرالدوار بمحافظة البحيرة للتعرف على جثامينهم. شاهد الصور: