أعلن مجلس الشورى في جلسة أمس إدانته لأي عدوان يقع علي الشعب العراقي والفلسطيني ، وأكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى أن مصر تدين أي احتلال لأراضي أي دولة من الدول وأنها ترفض بشدة أي عدوان علي الشعبين العراقي والفلسطيني بكل هذه القوة. جاء ذلك أثناء مناقشة المجلس علي تعديل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ، وأكد الشريف أن مصر ترفض أي اعتداء سواء علي فرد أو شعب من الشعوب ، مؤكدا أن ذلك يعد جريمة قانونية ومنافية للقيم. من جانبه ، أكد الدكتور مفيد شهاب وزير مجلس الشورى أن هناك ما يعرف بإرهاب الدولة وهو يعني تدخل بعض الدول في شئون الدول الأخرى ، وهذا من الأمور التي يحرمها القانون الدولي ، وهو ما يعد أيضا مخالفة دولية ويدخل في نطاق الإرهاب بين الدول طبقا لأحكام القانون الدولي . وذكر شهاب أن تدخل أي دولة في الشئون الداخلية لأي دولة أو ارتكابها أي جرائم في حقها مثل احتلالها لأراضي الغير يعد جريمة ومخالفة صريحة للقانون الدولي وأن من حق المجتمع الدولي معاقبة الدولة المعتدية بالعقاب المناسب عن طريق مجلس الأمن. وقال إننا والمجتمع الدولي ندين الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وكذلك الممارسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وكذلك الأعمال الإرهابية ضد الشعب العراقي ، ونؤمن بحق الشعوب في مكافحة الاحتلال والعدوان وحق تقرير المصير وأن ما ترتكبه الدول من جرائم وعدم احترام القانون الدولي يؤثم من القانون الدولي . وكان النائب محمد فريد زكريا قد وجه انتقادات حادة للأعمال العدوانية التي ترتكب ضد الشعبين الفلسطيني والعراقي واعتبر هذا العدوان إرهاب دولة وليس مخالفة للقانون الدولي . وتساءل : هل قمع الشعوب وأبادتها واحتلال أراضيها مجرد مخالفة واغتيال الطفل الشهيد محمد درة من جانب الصهاينة مجرد مخالفة وإباده الشعب العراقي من قوات الاحتلال الأمريكي وغيرها مخالفة. ورفض ما ذكره الدكتور مفيد شهاب من أن ما يحدث مجرد مخالفة لأحكام القانون الدولي ، واعتبره إرهاب دولة معتدية. يأتي ذلك في الوقت الذي وافق فيه المجلس علي التعديل الجديد والذي أكد أنه يقع ضمن تعريف الجرائم الإرهابية التحريض علي ارتكاب هذه الجرائم أو الترويج لها أو طبع أو نشر أو حيازة محررات أو مطبوعات أو تسجيلات أيا كان نوعها إذا كانت معدة للتوزيع أو لإطلاع الغير عليها ، وكانت تتضمن ترويجا أو تجنيدا لتلك الجرائم وكذلك تقديم أو جمع الأموال أيا كان نوعها لتمويل الجرائم الإرهابية مع العلم بذلك. وأكد اللواء الدكتور أحمد ضياء الدين مساعد وزير الداخلية أن أعمال الإرهاب لا ترتبط فقط بالعمل المسلح العنيف الموجه إلي أبرياء ولكنها ترتبط كذلك بكافة الأعمال التي تجري لتسهيل العمليات الإرهابية سواء بالتمويل أو التوجيه أو التدريب أو تقديم كافة التسهيلات بكافة صورها أو التحريض وأن هذا التعديل يحدد السلوك المؤدي إلي الإرهاب لإمكانية مواجهته منذ البداية. وكان المجلس قد شهد مشادات حامية حول وجهات النظر المختلفة لتعريف الإرهاب حيث أكد ناجي الشهاب رئيس حزب الجيل أنه لا فرق بين إرهاب الدولة وإرهاب الأفراد ودعا الدول العربية إلي أن تقف وقفه حازمة مع الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والإرهاب الأمريكي ضد الشعب العراقي . وأشار الدكتور مصطفي كمال حلمي رئيس مجلس الشورى السابق إلى أن الإسلام بريء من الإرهاب وطالب بالتصدي لما يربط بين الإسلام والإرهاب ، مؤكدا أن هناك عمليات إرهابية تحدث في كثير من دول العالم ولا علاقة لها بالمسلمين. وتدخل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى قائلا إنه لا خلط في موقف مصر من إدانة الإرهاب وقت الأبرياء في فلسطين والعراق وإدانة قتل واغتيال الأطفال والشيوخ . وأوضح الشريف أن مجلس الشورى يدين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأن موقف مصر واضح في إدانة الحرب ضد العرق وإدانة المجازر علي أرضه وأنه لا يعني أبدا عند مناقشة اتفاقية دولية لتحريم الإرهاب أن يختلط الأمر ويقال إن مجلس الشورى أو الحكومة تدافع عن إرهاب أي دولة ضد أي شعب فهذا شيء آخر حتى لا تختلط الأمور لدي الرأي العام.