قال خبراء إعلاميون، إن الاندماج بين مجموعة "إعلام المصريين"، التابعة لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، ومجموعة Dmedia، يهدف إلى السيطرة على الرأى العام وتقييده بل وتوجيهه فى اتجاه واحد، مشيرين إلى وقوف جهات سيادية وراءه هذا الدمج. وأعلنت مجموعة إعلام المصريين ومجموعة Dmedia عن البدء فى دمج شركة D Media المالكة لقنوات dmc, مع مجموعة إعلام المصريين لاستعادة الدور الريادى للإعلام المصرى إقليميا ودوليًا. وقالت مجموعة "إعلام المصريين" فى بيان إن "اللحظة الراهنة بما تشهده من تغيرات فى اقتصاديات الإعلام تحتم وجود كيان إعلامى مصرى قوى، يسمو فوق التنافسية الضيقة ويطمح إلى خلق منظومة إعلامية مصرية رائدة وقادرة على المنافسة محليًا وعربيًا". وأضافت الشركة فى بيانها، إن حسام صالح المدير التنفيذى ل" إعلام المصريين" وقع عقد الاندماج مع عمرو الفقى المدير التنفيذى لشركة D media ، على أن تبدأ الجهات الفنية فى الجانبين تنفيذ بنود الاندماج على الفور. وكانت مجموعة "إعلام المصريين" استحوذت على مجوعة فضائيات "أون تي في"، ولم تمر أيام حتى تم دمج شبكتي قنوات النهار – التي يمتلك حصة فيها - وCBC، فضلاً عن استحواذه على موقع "دوت مصر". وقال هشام قاسم، الخبير الإعلامى، إن الدمج بين مجموعة إعلام المصريين ومجموعة"Dmedia" هدفه الأول والأخير السيطرة على الرأى العام المصرى وتوجيهه وتحييده عن مساره. وأضاف قاسم ل "المصريون"، أن هذا الدمج لن ينافس إعلاميًا على المستوى الإقليمى أو حتى المحلى، مرجعًا ذلك إلى المضمون الضعيف الذى يسير فى اتجاه واحد فى سرد وتقديم المادة الإعلامية للجمهور. وأشار الخبير الإعلامى، إلى أن الشراكة بين المجموعتين مدعومة بشكل واضح من جهات سيادية تهدف فى الأخير إلى استنساخ "غول" إعلامى يرحب بمن يرحب به من الصحفيين، ويقصى من يتعارض معه نهائيًا على طريقة ما حدث فى موقع "دوت مصر". وأوضح قاسم، أن "الإنترنت يقف سدًا منيعًا فى وجه احتكار الإعلام والكيانات المتوغلة"، مشيرًا إلى أن "شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل الاجتماعى ستجعل مهمة أبوهشيمة فى إخضاع الرأى العام أشبه بالمستحيلة". وتابع: "الأجهزة السيادية التى تدير الكيانات والاندماجات الإعلامية فى الخفاء لا خبرة لها بالمجال"، معلقًا: "خبرة الأجهزة دى فى الإعلام زى خبرتى أنا فى إدارة الأجهزة السيادية يعنى صفر على الشمال". من جانبها، رفضت الدكتورة سهام نصار، عميد كلية الإعلام جامعة سيناء، سياسة الشراكة أو الاندماج بين هاتين المجموعتين، مشيرة إلى أن الغاية وراء هذا الاندماج هو خدمة مصالح شخصية تستهدف فى الأخير تحريك الرأى العام لوجهة معينة. وتساءلت نصار: "إذا كان "أبوهشيمة" يستهدف خدمة الإعلام المصرى لماذا إذًا يقوم بالاستيلاء على كل هذه القنوات والصحف والمواقع الإخبارية"؟ موضحة، أن الأمر لا علاقة له بمصلحة الدولة. وأشارت إلى أن "هذه الشراكة لا تسمو فوق التنافسية بل تطيح بالتنافسية نهائيًا"، لافتة إلى أن "هناك خطة ممنهجة لجعل الإعلام كله يسير فى قطيع واحد تحت راية واحدة". وتابعت: "هناك تجارب عديدة كادت أن تتحول إلى غول إعلامى يجتاح الرأى العام فى فرنسا كوكالة هافاس، التى سعت للسيطرة على كل منافذ الأخبار وفى الولاياتالمتحدة كوكالة الأسوشياتد برس، إلا أن الصحفيين رفضوا ذلك ما أدى فى الأخير إلى تنفيذ رؤية الصحفيين وحل مثل هذه الاندماجات التى تهدف للسيطرة على الرأى العام وتقييده". بينما يرى الدكتور مرعى مدكور، عميد كلية الإعلام بأكاديمية أكتوبر، أن فكرة الاندماج بين المؤسسات الإعلامية لا بأس بها طالما يحددها إطار القانون والدستور. وأضاف مدكور ل"المصريون"، أنه إذا ثبت مخالفة هذا الاندماج لقوانين العمل الإعلامى وتوجيه الرأى العام بمخالفة القيم والعادات والتقاليد، عندئذ يجب إلغاء هذا الاندماج من جانب الدولة وتقديمه للمسائلة القانونية. وأشار إلى أن القانون والدستور لا يمنعان من قيام مثل هذه الاندماجات والشراكات، موضحًا أن الأمر يحكمه الالتزام بالقانون والدستور والمحافظة على مواثيق الشرف الإعلامية والإعلانية.