في الوقت الذي حذرت فيه فرنسا من انتقال عناصر تنظيم داعش في ليبيا إلى مصر وتونس، كشف وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني أن نحو ألف إرهابي تونسي يقاتلون مع تنظيم داعش في ليبيا، موضحا أنهم يشكلون تهديداً لتونس، بينما تؤكد مصادر فرنسية وأمريكية أن ما بين 5 آلاف و7 آلاف مسلح لهذا التنظيم موجودون حاليًا في ليبيا، وأعلن الجيش المصري عن قيام القوات الجوية بتدمر 5 عربات أثناء اختراقها خط الحدود الدولية الغربية للبلاد، قادمة من ليبيا بطريقة غير شرعية في إطار مساعي القاهرة لمنع تغلغل عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى الأراضي المصرية. وقال الحرشاني للصحفيين على هامش مؤتمر حول الأمن في باريس اليوم الأربعاء «علينا أن نبقى حذرين»، مشيراً إلى أن بين «مقاتلي داعش من يحملون الجنسيتين التونسية والفرنسية»، بحسب تقرير بموقع قناة "الغد" الفضائية. وعبر الحرشاني عن أسفه لغياب إستراتيجية إقليمية لمواجهة مشكلة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في ليبيا، قائلا إن «البلدان تتعامل مع المسألة يوماً بيوم». وأعلن الجيش المصري، في 28 أغسطس/آب الماضي، عن قيام القوات الجوية بتدمر 5 عربات أثناء اختراقها خط الحدود الدولية الغربية للبلاد، قادمة من ليبيا بطريقة غير شرعية في إطار مساعي القاهرة لمنع تغلغل عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى الأراضي المصرية. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن «عناصر القوات الجوية قامت باكتشاف وتتبع العربات بمنطقة بحر الرمال الأعظم والتعامل معها مما أسفر عن تدمير 5 عربات وتعطيل العربة السادسة». وكانت قوات المسلحة المصرية نفذت ضربات جوية في فبراير/شباط 2015، على أهداف لتنظيم داعش داخل ليبيا، ردا على إعدام التنظيم 21 مصريا في ليبيا. وتشير معلومات أمنية أن عدداً كبير من عناصر تنظيم داعش في ليبيا، من المصريين، خاصة مع نشاطا الجماعات المتطرفة في شرق ليبيا والتي لها علاقات بالتنظيمات المتطرفة المصرية، ولجوء عددا كبير منهم إلى ليبيا خاصة بعد ثورة 30 يونيو. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، حذر أمس الأول الاثنين، من خطر انتقال عناصر من تنظيم داعش إلى تونس أو مصر، عندما يتم طردهم من المناطق التي يحتلونها في ليبيا. وعبر لودريان، في ندوة في باريس، عن الأسف لعدم تشاور دول الجوار وبينها فرنسا وإيطاليا لمواجهة هذا التهديد . وأضاف أنه «يتعين علينا أن نضع في الحسبان بشكل جدي انتشار الإرهابيين بعد استعادة سرت وربما بنغازي من أيديهم»، محذرا من «يتسبب بشكل غير مباشر بمخاطر جديدة لتونس ومصر». يذكر أن قوات عملية البنيان المرصوص المتحالفة مع حكومة الوفاق الليبية، والمدعومة بغارات جوية أمريكية، تشن هجمات على آخر موقع لتنظيم داعش في مدينة سرت الواقعة على بعد 450 كم شرق طرابلس. ومن جهة أخرى، يشن الجيش الليبي بقيادة الفريق أول خليفة حفتر عمليات ضد التنظيم وجماعات متطرفة أخرى في مدينة بنغازي، بخاصة مدينة «درنة». ويتوقع أن يهرب مقاتلي داعش إلى الدول المجاورة بعد تضيق الخناق عليهم في ليبيا.