"لم يكن يتصور أحمد مدحت 22 عام طالب الطب المقتول، أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياته، وأنه سيتعرض للتعذيب الذي سيؤدي إلي مماته ولتلتصق به أيضا تلك التهمة التي يندي لها الجبين". "الغموض يكتنف تلك اللحظات، الهاتف يرن في الساعة السابعة إلا ربع يجيب أحمد، كان علي الجانب الأخر أخيه محمد يطمئن عليه، ثم رن الهاتف مرة أخري بعد 10 دقائق، صديقه يطلب منه الخروج معه، يرفض متحججا بدراسته للتويفل والتي دفع رسومها من حسابه فهي شرط أساسي لالتحاقه بأي جامعة بالخارج". تعود شقيقة أحمد إلى المنزل بعد زيارتها لمنزل والديهما في الثامنة وربع، تنادي عليه إلا أنه لا يرد، تذهب مسرعة إلى الغرفة التي يجلس بها فلا تجده، تصرخ أخته فزعة تبحث عنه في باقي الغرف. تتصل شقيقته بأخيها محمد" ألحقني أحمد مش في الشقة"، يطمئنها محمد ويغلق الهاتف، يتصل بجميع أصدقاء أحمد.. لم يره أحد، تشكلت فرقا للبحث عنه من أصدقائه في مدينة نصر، وهاتفه مازال يرن ولا إجابة. لم يجد محمد بدا من أن يخاطب والده ويخبره بعد أن باءت كل محاولات البحث عن أحمد بالفشل، هاتفه عند صلاة الفجر وأخبره بأن يكتم الأمر سرا عن والدته، واتصل الوالد بالمحامي في الخامسة فجرا، ونزل الوالد ليبحث عن نجله ولكن محاولات بحثه أيضا باءت بالفشل. المحامي توجه إلى قسم مدينة نصر، رفضت الشرطة التعاون معه، وطالبته بالعودة في السابعة صباحا، وعندما عاد كان الرد بكل بساطة: "أحمد بتاع الطب اتمسك في تنفيذ أحكام ونط من البوكس ومات، استلموه من المشرحة". وعندما سأل المحامي ضابط آخر كانت الإجابة مختلفة وصادمة "أحمد بتاع الطب أتمسك في شقة دعارة ونط ومات استلموه من المشرحة". المفاجأة كانت في المشرحة عندما ذهب والده ليتعرف عليه ويستلمه جثته، فوجئ وفق حديثه ل"المصريون" بأن جسده به آثار للحرق في يده وجنبه وأثار للضرب بآلات حادة على رأسه. أحمد مدحت طالب الطب المتفوق دراسيا وأخلاقيا بشهادة جميع من حوله، رحل مخلفا ذكري تدمي قلب والديه، إلا أن والده بالرغم من آلامه يقسم بالله أنه لن يترك حق ولده وسيفعل ما بوسعه حتى تظهر الحقيقة.