عاود محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والقائم بأعماله، الظهور مجددًا اليوم، الأحد، بعد طول غياب، عبر بيان نعي لوالدة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل. وكان آخر ظهور لمحمود عزت، عبر بيان على الصفحات الرسمية للجماعة، عبر مقال يحتفي فيه بسيطرة جبهته على الموقع الإلكتروني الرسمي "إخوان أون لاين"، قبل نحو أسبوعين. وعقب شهر رمضان المبارك الماضي، وتحديدًا يوم 5 يوليو، ظهر القيادي المثير للجدل موجهًا رسالة إلى "الصف الإخواني"، يدعوه فيها إلى الصبر والصمود والرباط في الشوارع في إطار الثورة على النظام القائم، وفق قوله آنذاك. واليوم الأحد، عاود عزت الظهور عبر نعي رسمي من الإخوان باسمه، في وفاة "فاطمة مشعل"، والدة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمان. وقالت الجماعة في البيان، إنها تتقدم بخالص التعازي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأخ المجاهد خالد مشعل، بوفاة والدته الحاجة فاطمة مشعل. وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعلنت مساء أمس، السبت، وفاة "فاطمة مشعل"، والدة رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمان. ويعد محمود عزت من أبرز قيادات الإخوان غموضًا؛ لعدم ظهوره عبر وسائل الإعلام بشكل مباشر، بخلاف البيانات المكتوبة والمسجلة بصوته بين حين وآخر، منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013. وتعددت الأقاويل بشأنه، ففي حين طفت مزاعم إعلامية محلية بأنه هارب بين غزة وتركيا وقطر، شككت القيادة المناوئة لجناحه بالإخوان في بقائه على قيد الحياة. ففي أبريل الماضي، شككت "اللجنة الإدارية العليا"، (المحسوبة على جبهة المتحدث محمد منتصر)، في بيان اطلعت عليه "المصريون"، آنذاك، في وجود نائب المرشد والقائم بأعماله "محمد عزت"، على قيد الحياة. وجاء ذلك عقب إعلان جبهة "عزت" (الطرف الثاني للأزمة)، انعقاد مجلس شورى الجماعة، قبلها بأيام، وتشكيلها أربع لجان لاستكمال الهيئات الشورية والإدارية (مؤقتة) وفق اللائحة العامة للجماعة. وقالت "الإدارية العليا"، إن "جبهة القائم بأعمال المرشد"، رفضت أكثر من 11 مبادرة، لحل الأزمة التي تمر بها الجماعة، وعلى رأسها مبادرات: "البرلمانيون السابقون بالجماعة، والشيخ يوسف القرضاوي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، ومبادرة التحالف الوطني لدعم الشرعية، ورسائل مناصحة أخرى". وأوضحت حينها أن "مكتب الإرشاد لم يبق منه سوى ثلاثة أعضاء في الداخل ومثلهم في الخارج (لم يسمهم) مما يجعل كل ما يصدر باسمه باطلا (في إشارة إلى انعقاد المجلس)، حيث لا يصح مجرد الاجتماع إلا بحضور النصف + واحد (11عضوا)، ورغم اجتماعات الشورى التي قيل إنها عقدت لم يتم اتخاذ أي خطوة لإعادة بنائه". وقبل شهور، أعلنت "اللجنة الإدارية العليا" بجماعة الإخوان المسلمين، عن انتهائها من مشروع تطوير لائحة الجماعة العامة، وطرحها لإبداء الرأي فيها لجموع الإخوان عبر نافذة إلكترونية مخصصة لها على الانترنت، غير أن جبهة نائب المرشد، أطاحت بكل ذلك عبر سيطرتها على نافذة الموقع الالكتروني "إخوان اون لاين".
واستعادت جبهة عزت، الموقع الرسمي للجماعة "إخوان اون لاين"، وبدأت إعادة بث الموقع خلال الأيام الماضية، عبر مقالات افتتاحية لرموز الجبهة، وسط اعتراضات من نشطاء إخوان محسوبين على الجبهة المناوئة، واتهامات بين الجانبين حول الموقع. واحتفي رموز وقيادات الجماعة بالحرس القديم، بعودة إخوان أون لاين، وقالوا إنه "سيكون عودة للعمل الإعلامي المميز والهادف، بعيد عن إعلام النظام". وحينها، نشر إخوان أون لاين مقالات افتتاحية لكل من محمود عزت، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، ومحمد عبد الرحمن رئيس اللجنة الإدارية العليا، كما أعاد نشر مقالات قديمة لعبد الرحمن البر مفتى جماعة الإخوان، المحبوس حاليًا. وتمر جماعة الإخوان بأزمة داخلية، ظهرت للعلن بوضوح في شهر مايو من العام الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة السلطات، وشرعية القيادة في الظرف الجديد، ثم تجددت بحدة أكثر، حين أعلنت جبهة عزت عزل المتحدث محمد منتصر من منصبه، وهو ما رفضه الأخير وجبهته. وجرت محاولات كثيرة لرأب الصدع والوساطة لتجاوز الخلاف الدائر داخل الإخوان من أطراف عدة، أخرها مبادرة الشيخ يوسف القرضاوي، لكن كل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح.