عاد من جديد موقع جماعة "الإخوان المسلمين" للبث بعد قرابة العام على وقفه، عقب الخلافات التي عصفت بالجماعة، وانقسامها إلى فريقين أحدهما بقيادة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، والجبهة الشبابية أو المكاتب الإدارية بزعامة محمد منتصر. وسيطرة جبهة "عزت" على الموقع بعدما أغلقته لبعض الوقت وأعادت فتحه اليوم. بعدما كان في البداية تتحكم فيه الجبهة الشبابية، وتنشر عبره بياناتها ورؤيتهم للحياة السياسية. وتزامن عودة الموقع مع الذكرى الثالثة لفض اعتصامي "رابعة العدوية " و"النهضة" وأحداث رمسيس التي يوافق ذكراها الثالثة اليوم. احتفي رموز وقيادات الجماعة القديمة بعودة الموقع الجديد، وقالوا إنه سيكون عودة للعمل الإعلامي المميز والهادف، بعيد عن إعلام النظام. وقال الدكتور عز الكومي، القيادي الإخواني، إن موقع "إخوان أون لاين" من المواقع المميزة وهو بالطبع لسان حال جماعة الإخوان المسلمين ولا شك ستكون عودته إضافة للعمل الإعلامي المميز والهادف، ولقد تعطل الموقع لأسباب معروفة سامح الله من كان وراءها". وأضاف أنه باسترداد الموقع وعودته إلى حضن الجماعة ممثلة في القائم الأعمال والأمين العام ومسئول اللجنة الإدارية سيكل طفرة إعلامية ودفعة قوية في المستقبل، سائلاً الولي عز ووجل أن يؤدى دوره على الوجه الأكمل بعد التوقف إن شاء الله تعالى. وقال سامر إسماعيل، العضو الإخواني المنشق، إن "جناح محمود عزت يبسط سيطرته مجددًا على مفاصل الجماعة وخاصة جهازها الإعلامي وموقع إخوان أون لاين" خاصة أنه كان منافس قوي لمواقع إخبارية مصرية كبيرة". وأضاف سامر ل"المصريون"، أنه "من المتوقع أن يعمل الموقع الجديد على تهدئة الإخوان والنظام وربما للتصالح مع النظام الحالي ليعود كموقع معارض يسير في ركب معارضي النظام. وهو ما سيظهر من خلال أخبار الموقع وكتابه توجهات الجماعة في الفترة المقبلة". وكتب الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة مقالا بعنوان "عودًا حميدًا لموقع "إخوان أون لاين " قال فيه: "لا شك أن لموقع " إخوان أون لاين " .. مسيرة إعلامية مباركة ضمن قافلة الدعوة إلي الله "، وعن إغلاقه طيلة هذه الفترة قال: "لقد تعطل الموقع لأسباب تعرفونها،ونسأل الله أن يكون هذا العطل دافعا لتطوير الموقع واستمراره في التواصل مع السادة القراء". وأضاف: "أتشرف بكتابة هذا المقال الافتتاحي مع معاودة بث الموقع من جديد، يهمني أن أتوجه بحديثي إلي الإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها، ومن خلالهم إلي كل المحبين لجماعة الإخوان والمهتمين بأمرها". ووجه حسين التحية لأرواح شهداء الثورة المصرية ولأسرهم مؤكدا لهم أن هذه الدماء لن تضيع في الدنيا حين نقتص لهم من قاتليهم، ولن تضيع في الآخرة عند الله عز وجل الذي يختار من يشاء لنيل الشهادة. كما وجه الأمين العام للإخوان التحية للمعتقلين وعلى رأسهم المرشد العام والرئيس المعزول محمد مرسي، الذين قال إنهم يضربون أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتضحية. وتحدث حسين في مقاله عن أزمة الإخوان الداخلية قائلا: "لقد مرت جماعة الإخوان بأزمة داخلية غير مسبوقة، كان الهدف منها إضعافها وإجهاضها لكن حفظ الله ثم وعي أبنائها أجهض هذا كله بفضل الله، ولعل من المفيد أن نتذاكر أهم أسباب الأزمة حتى لا تتكرر". وأوضح أن سبب الخلاف الأخير يرجع إلى "عدم استقرار منهج الجماعة في نفوس بعض أبنائه، وخاصة طبيعة الصراع بين الحق والباطل وكونهما في حالة تدافع مستمر، وإن إمكانيات الباطل ومكره لتزول منه الجبال". وأضاف: "عدم اليقين بأن الأخذ بالأسباب مهم ومطلوب، لكن التعلق برب الأسباب فريضة وأن النصر من عند الله، واستعجال البعض لقطف الثمرة قبل نضجها وهو ما حذر منه الإمام البنا". وتابع أيضا: "عدم الالتزام بالشورى والمؤسسية والعودة لمؤسسات الجماعة ومحاولة تهميشها بأسباب واهية ، واعتقاد فرد أو مجموعة أن رأيهم أكثر سدادا من العودة للشورى". واستدرك: "هذه بعض الأسباب، والجماعة اليوم بخير والحمد لله ، وهي تتجه اليوم نحو الالتئام التام لصفها ، فقد تم حل معظم الأمور العالقة التي تسببت في أزمة كنا في غني عنها . وتم حسم إدارة الجماعة بشكل مؤقت للجنة الإدارية العليا المنتخبة برئاسة الدكتور محمد عبدالرحمن عضو مكتب الإرشاد لحين استكمال مكتب إرشاد منتخب ومؤقت لإدارة أمور الجماعة". وأشار إلى أنه "سيتم على التوازي بإذن الله استكمال هياكل الجماعة الإدارية والشورية على مستوى المحافظات ، لتكتمل هذه الهياكل - بشكل مؤقت - حتى عودة الأمور لطبيعتها بإذن الله " ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا".