يواجه تنظيم داعش، هزائم متتالية في الشرق، هي الأشد وطأة عليه منذ إعلان ما يسمى بالخلافة الإسلامية قبل عامين، غير أن التنظيم مازال يدعي أن لديه القدرة على التواجد من خلال العمليات الإرهابية التي تنفذها "الذئاب المنفردة" غربًا، وهو ما يطرح تساؤلًا حول حقيقة الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سورياوالعراق. وبحسب إحصائية أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن عدد المواقع التي سيطر عليها داعش منذ تواجده، 126 موقعًا مدنيا وعسكريًا، في سورياوالعراق، قبل أن يجبر على الانسحاب من 56 موقع من ضمنها خمس مدن كبرى في البلدين. وأوضح رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي مؤخرا أن التنظيم لا يسيطر حاليًا سوى على 14% من أراضي العراق، بعدما كان يستولى على قرابة ثلث العراق في شمال وغرب البلاد قبل عامين. يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مركز "جاين" للأبحاث البريطاني أن الأراضي التي سيطرت عليها "داعش" في سورياوالعراق تقلصت بنسبة 12٪ في الأشهر الستة الأولى من عام 2016. وتباطأ زخم الجماعة خلال العالم العالي بعدما فقد السيطرة على 56 موقعًا كانت تهيمن عليه عسكريًآ في كل من سورياوالعراق بالذات، منها 16 في العام الجاري وحده. كما أن خسارة التنظيم امتدت حديثا إلى جرابلس الواقعة على الحدود بين سورياوتركيا، وإلى معقله في سرت الليبية، ما أجبر التنظيم على التخلي عن مواقعه الاستراتيجية بالمدينتين، وتراجع دوره بصفة عامة. ويتوقع مراقبون دوليون أن يكون العامين الحالي والمقبل بداية النهاية للتنظيم الإرهابي، في الوقت الذي يرى فيه البعض أن داعش الذي يمنى بخسائر فادحة حاليًا يستخدم استراتيجية "السمكة في الصحراء" والتي ينسحب فيها من المواقع التي يتعرض فيها لهجمات ليخرج في مكان أخر غير متوقع كما يحاول الوصول لمناطق جديدة. وفي يلي رصد لوكالة الأناضول للأنباء، بشأن المدن التي خسرتها داعش عام 2016، وعددها 16، بالاستعانة بإحصاء جزئي أجراه مركز جاين للأبحاث في الفترة من 2015 وحتى يوليو 2016، على النحو التالي *فبراير 2016 خسر داعش منطقة أبو غريب شمالي العاصمة العراقيةبغداد بفضل قوات مكافحة الإرهاب العراقية وفصائل الحشد الشعبي. *فبراير/شباط 2016 سيطرت الحكومة العراقية على مدينة الرمادي بالكامل غرب العاصمة العراقيةبغداد بعدما كانت تحت سيطرة داعش منذ مايو عام 2015. *فبراير 2016 حررت القوات النظامية السورية محطة كبيبة للغاز في مدينة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. *مارس 2016 استعادت القوات الأمنية العراقية ناحية كبيسة بمحافظة الأنبار بالكامل من سيطرة داعش *مارس 2016خسر داعش أحد المقرات الرئيسية له وهي مدينة الرطبة غرب العراق بعد تنفيذ القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي لعدة عمليات. *مارس 2016 انسحب داعش من مدينة تدمر التاريخية شرق دمشق والتي استولى التنظيم عليها في مايو/أيار عام 2015. *أبريل 2016فقد داعش سيطرته على معمل إسمنت البادي، شمال شرق مطار الضمير في القلمون الشرقي بريف دمشق السوري بعد انسحابه من جهة مكاسر أبو الشامات ومحيط المطار وكتية الكيميا وكتيبة الستريل وصولًا للمعمل. *أبريل 2016انسحب داعش من مدينة هيت الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات إلى الشمال من مدينة الرمادي بعد انسحابهم من كبيسة والرطبة باتجاه الصحراء. *أبريل 2016انسحبت داعش من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، بعد سيطرة القوات النظامية السورية. *مايو 2016تمكنت القوات العراقية من السيطرة على مفرق عكاشات، يقع على الطريق السريع غرب مدينة الأنبار، ويربط منطقة قضاء الرطبة بمنفذ طربيل وتحرير المفرق سَهل قطع طريق إمداد عناصر داعش الإرهابي باتجاه مدن وقرى تقع غرب الأنبار". *مايو 2016 انسحبت داعش من كرمة الفلوجة في إطار عملية الشهيد السوداني التي أطلقها الحشد الشعبي في مارس 2015 تم تسليم المدينة لقيادة عمليات بغداد ورفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية في مايو 2016. *يونيو 2016خسر داعش قرية أم التبابير بالريف الشرقي بعد شن القوات النظامية السورية ضربات مكثفة على مقرات وأماكن تحصن داعش في عدة حقول بالريف. *يونيو/حزيران - يوليو 2016انسحب داعش من الفلوجة، غرب بغداد، التي كان يسيطر عليها منذ يناير 2014، متراجعًا نحو الموصل، معلقه الأكبر في شمال العراق. وكانت القوات العراقية حاصرت المدينة من كل الجهات وإثر ذلك حرم التنظيم من القدرة على تصنيع القنابل وتدريب المقاتلين الجدد. *يونيو - أغسطس 2016 دخلت قوات "البنيان المرصوص" الليبية مدينة سرت الساحلية، أحد معاقل داعش شرق طرابلس بعد شهر من اطلاق عمليتها العسكرية. وفي 11 أغسطس/آب سقط مقر قيادة الإرهابيين في سرت بأيدي القوات الليبية ومازالت المواجهة مستمرة في أحياء لا تتجاوز مسافة 3 كم. *أغسطس 2016 خسر داعش مدينة منبج في شمال سوريا بعد سيطرة قوات تحالف "سوريا الديموقراطية" المدعومة من واشنطن عقب معركة دامت شهرين. *آغسطس 2016انسحاب داعش من مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي سوريا، بفضل عملية "درع الفرات" التي شنتها تركيا هذا الشهر لدعم مساعي الجيش السوري الحر من أجل تحرير المدينة.