كشف تقرير صادر من وزارة البيئة أن كمية ناتج مصر السنوى من القمامة يصل إلى70 مليون طن ،وأنه تم التنسيق مع وزارة الإنتاج الحربى ووزارة التنمية المحلية بتقديم الدعم الفنى للمصانع ،لتدوير القمامة مع ضرورة رفع التراكمات التاريخية ،والتى تعدت 22 مليار طن بخلاف التراكمات على جوانب الترع والمصارف. ويبلغ المتولد اليومى للقمامة يوميا 47 ألف طن، بينما يبلغ نصيب القاهرة الكبرى بمفردها 19 ألف طن يوميا، ولهذا فقد تم وضع مخطط متكامل للمخلفات فى مصر يتضمن مجموعة من البرامج وهى رفع التراكمات ورفع كفاءة عمليات الجمع والنقل وإنشاء المحطات الوسيطة وإنشاء مراكز التدوير وإنشاء المدافن الصحية، وذلك بتكلفة بلغت 2 مليار جنيه،كما تم تطوير وإنشاء 66 مصنعا لتحويل القمامة إلى سماد عضوى. وأشار التقرير إلى أن رفع المتولد اليومى من القمامة والحد من انتشار المقالب العشوائية يقعان على عاتق الجهات الإدارية المختصة بالمحافظات والمحليات، ويكمن دور وزارة البيئة فى تقديم الدعم الفنى والدعم المالى فقط، وهى ليست مسئولة عن تراكم القمامة فى الشوارع ولا انتشار المقالب العشوائية. وشدد التقرير على ضرورة رفع كفاءة خدمات الجمع والنقل والتى تتدنى إلى أقل من 40% فى المدن الصغيرة ،وتصل فى أقصاها إلى 70% فى المدن الكبيرة ،وتكاد تنعدم فى المناطق العشوائية والريفية مع ضرورة الحاجة إلى تدعيم ورفع كفاءة العاملين فى هذا المجال،وزيادة الوعى البيئى فى التعامل مع المخلفات البلدية الصلبة. وبحسب التقرير،فإن قمامة القاهرة تعد من أغنى أنواع القمامة فى العالم،حيث يصل سعر الطن الواحد إلى 6000 جنيه لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة،كما أن مصر تنفق حوالى 24 مليار جنيه سنويا على كلفة التدهور البيئى. كما أن القاهرة تنتج وحدها قرابة 13 ألف طن قمامة يوميا، ويمكن للطن الواحد أن يوفر فرص عمل ل 8 أفراد على الأقل، مما يعنى أنه يتيح توفير 120 ألف فرصة عمل من خلال عمليات الفرز والجمع والتصنيع. وفى هذا السياق، يرى الدكتور مصطفى حسين كامل وزير البيئة أن قمامة مصر من أغنى أنواع القمامة فى العالم، وسعر الطن يفوق الأسعار العالمية لما تمتلكه هذه القمامة من مواد عضويه تدخل فى صناعات تكيملية. وتعجب الوزير من موقف النظام السابق من عدم الاستفادة من القمامة،حيث من الممكن أن تدر دخلا لخزينة الدولة سواء بالبيع أو إعادة تدوير تلك المخلفات. وأشار وزير البيئة إلى أنه ستتم الاستفادة من القمامة والمخلفات الصلبة فى عملية التدوير ولدينا 66 مصنعا تعمل على تدوير المخلفات ولكنها تعمل ببطء ويتم طرح كراسة شروط قريبا للمستثمرين للاستفادة من القمامة فى مصر. وكشف الدكتور مصطفى كمال طلبة خبير البيئة العالمى، أنه لا توجد مدافن صحية فى مصر مطابقة للمواصفات البيئية الصحية السليمة، وذلك لعدم وجود وعى بيئى مناسب يساعد على التخلص السليم من القمامة. وأرجع كمال ذلك إلى انتشار المقالب العشوائية داخل الكتل السكنية وهذه المقالب تمثل خطرا على المياه الجوفية، لأن القمامة تتراكم بكميات كبيرة وينتج عنها أوبئة وأمراض وتتخمر والتربة تشرب هذه الأمراض مما يؤدى إلى تلوث المياه الجوفية،فالقمامة لها من الخطر على المياه الجوفية،ما لا يقل خطورة على صحة الإنسان.