كشف الكاتب الصحفى جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون"، عن معلومة جديدة عن علاقة الرئيس الأسبق محمد مرسى بالغرب وإسرائيل، والتى باح به الأخير فى لقاء جمع بينهما مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين أثناء فترة ولايته. وقال "سلطان"، فى مقال له بعنوان "مرسى والسيسى والعلاقات "الدافئة" مع إسرائيل!"، إنه بعد عدة أشهر من تولى مرسى الرئاسة، حضر لقاءً كان الثانى بينهما، والذى تحدث فيه الأخير عن البرقية الشهيرة التى أرسلت إلى "صديقى بيريز" وأثارت ضجة كبيرة، واعتبرت تزلفًا لإسرائيل وتقديم أوراق اعتماد لها. ولفت رئيس تحرير"المصريون"، إلى أن "مرسى" دافع عن البرقية باعتبار أنها صيغة نمطية لا يكتبها، وإنما تعدها جهات السكرتارية للمناسبات العامة بين الدول وهو يوقع عليها فقط. وأضاف "سلطان": "غير أن ما لفت انتباهى أكثر فى ذلك اللقاء حديث مرسى للإعلاميين عن حالة غريبة أدهشته وتركت لديه انطباعات لم يكن يتصورها من قبل، قال إن العشرات من رؤساء الدول والملوك ورؤساء الوزارات فى عواصم غربية كبيرة اتصلوا به بعد تنصيبه من أجل تهنئته بالمنصب الجديد، ثم أضاف: كانت الاتصالات تبدأ بالتهنئة ثم يكون الموضوع التالى مباشرة للتهنئة هو "إسرائيل"، ما هو موقفكم منها، وما هو التزام حكومتك بالاتفاقات الموقعة معها، وما هو تصوركم لمستقبل العلاقة، وما هو تقديرك لحماية الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل، وما هى آفاق التعاون المنتظرة بين مصر وإسرائيل فى عهدكم، وعلق مرسى للحاضرين: اكتشفت أن أول شيء وربما آخر شيء يعنى العواصمالغربية عن مصر وشئونها هو علاقتها بإسرائيل ومدى قدرة النظام على حماية مصالح إسرائيل وأمنها". وتابع: "تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع ردود الفعل الغاضبة هذا الأسبوع على تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى والتى قال فيها إنه لا يمكن أن نتهم إسرائيل بالإرهاب ضد الفلسطينيين لأن هذا يحتاج إلى توافق دولى على تعريف الإرهاب، وهو التصريح الذى احتفلت به الصحافة الإسرائيلية احتفالاً كبيرًا، بقدر ما أثار غضبًا واسعًا فى مصر والعالم العربي، واعتبر إهانة للدم العربى والفلسطينى وتزلفًا غير لائق للكيان المحتل، ولكنى للأمانة لم أكن متفاجئًا بذلك التصريح، بل ولا ما هو أسوأ منه، وتقديرى أن "الأسوأ" هذا لن يغيب طويلاً، خاصة كلما ارتبكت الخطوات فى الداخل، وتصاعد الغضب من السياسات الاقتصادية وغيرها، وتقلصت مساحات القبول للنظام والرئيس نفسه". واختتم مقاله: "باختصار، كلما تصاعد الضغط فى الداخل كلما كانت الحاجة أكبر لتفهم الخارج ومساعدته، والخارج له معايير وشروط ومطالب ثابتة وجوهرية، وفى مقدمتها مدى موثوقية العلاقة مع إسرائيل، وإلى أى مدى ستصل تلك العلاقات التى وصفتها الخارجية المصرية "بالدافئة" مع إسرائيل، وإلى أى مدى ستقدم مصر تنازلات فى هذا الملف، هذا ما سوف تكشفه الأيام المقبلة وهى قادمة لا محالة، وهو أمر مرتهن بتطورات حاجة النظام السياسى إلى مساعدات الخارج ودعمه وضماناته، وللأمانة، فمصر لن تكون وحدها فى هذا السياق، فثمة عواصم عربية أخرى تمضى فى نفس الطريق الآن سرًا، بانتظار لحظة إعلان "العلاقات الدافئة" رسميًا".