* أصرت زوجتي علي قضاء أسبوع في مصيف جمصة، وكان الحال قد وصل إلى ما يستوجب التسول لهبوب عاصفة ارتفاع الأسعار، ومداهمة مباغتة لعيد الأضحى وموسم المدارس، وأنا أدعو اللهم اسبغ علينا سترك، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا من حيتان البقالة والجزارة والسماكين والفكهانية وأباطرة الدروس الخصوصية ومجلس إدارة مترو الأنفاق. ذهبت كل محاولاتي لإلغاء فكرتها ادراج الرياح، إلا أنها أصرت بصورة وصلت إلى حد التهديد بالخُلع والثبور وعظائم الأمور. سلمت أمري لله ووافقت، لكني عقدت العزم على التفكير في خطة تجبرها على إلغاء المصيف، وسرعان ما واتتني الفكرة، وقررت تنفيذها في وقت قاتل بحيث لا يسمح للمفترية بالتراجع عن إلغاء الرحلة. حانت ساعة الصفر وكانت لحظة ركوبنا أنا وهي والعيال ميكروباصا خاصا استأجرناه لتوصيلنا لمصيف جمصة.. وضعنا الحقائب وكافة الأغراض في الميكروباص وصعد العيال وأمهم ووقفت أنا عند باب الميكروباص القي نظرة أخيرة للاطمئنان على الأغراض والعيال، وفجأة تظاهرت بأنني على وشك الدخول في حالة إغماء، وألقيت بجسدي على الأرض كما لو كنت جوال قلقاس قد سقط من عربة كارو مسرعة، ثم تظاهرت بأنني قطعت النَّفَس. صرخ العيال هلعًا، ونزل سائق الميكروباص مسرعا نحوي، وهَمَّ برفعي من على الأرض قائلا لنذهب به إلى مستشفى عين الصيرة فورا ، ليَّا ابن عمي عامل نظافة هناك وهايخدمنا. كانت زوجتي واقفة في شموخ وثبات كي تواجه الموقف برَوِيَّة وتفكير صائب.. فقالت للسائق ولا ابن عمك ولا ابن خالك، شيله وحُطُّه في الميكروباص وعلى ما نوصل جمصة يكون فاق. حسبي الله ونعم الوكيل.