بدأت السلطات التركية بنقل الوحدات العسكرية المتمركزة داخل المدن، إلى خارجها، بموجب القرار الذي اتخذته الحكومة عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي تقول الحكومة إن منظمة "فتح الله جولن" هي من نفذتها منتصف يوليو الماضي. ونقلت وكالة الأناضول الإثنين 22 أغسطس 2016 عن مصادر أمنية قولها، إن 6 دبابات محملة على شاحنات نقلت من قيادة اللواء 66 المدرع الآلي للمشاة في إسطنبول، إلى قضاء "تشورلو" التابع لولاية تكيرداغ شمال غربي البلاد. وأضافت المصادر أن أربع ناقلات جنود مدرعة، وأربع دبابات محملة على ست شاحنات نقل، تم نقلها كمرحلة أولى من قيادة فرقة "أتي مسكوت" للوحدات المدرعة والتدريب في العاصمة أنقرة إلى قضاء "شرفلي قوج حصار" الواقع جنوب العاصمة. ونقلت القوات التركية أيضاً أربع دبابات، وأربع ناقلات جنود مدرعة محمولة على ست شاحنات من اللواء 28 الآلي للمشاة في نفس الفرقة إلى ولاية جانقيري شمال شرق أنقرة. ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية صوراً للمعدات العسكرية التي تم نقلها إلى خارج المدن. وقررت السلطات التركية في هذا الإطار نقل اللواء 28 الآلي المدرع للمشاة من أنقرة إلى ولاية جانقيري، ونقل قيادة طيران البر التابعة للقوات البرية إلى ولاية إسبارطة، وقيادة فرقة "أتي مسكوت" للوحدات المدرعة والتدريب إلى قضاء "شرفلي قوج حصار" الواقع جنوب العاصمة. وكان وزير الدفاع التركي، فكري إشيق قال في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، في وقت سابق، إن أوامر صدرت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، وبالتشاور مع قائدي القوات البرية، والجوية التركية، بخصوص نقل الوحدات العسكرية المتمركزة في إسطنبولوأنقرة، إلى خارج المدن، والانتهاء من نقل الآليات المدرعة لغاية 15 سبتمبر المقبل. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله جولن" بحسب ما تقول الحكومة، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. وتقول الحكومة التركية إن عناصر منظمة "فتح الله جولن" تغلغلوا منذ أعوام طويلة في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم جولن في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.