كشف مركز "ستراتفنور" للدراسات الإستراتيجية عن أسباب التزاوج الواقع بين إيرانوروسيا، مشيرًا إلى أن سماح إيرانلروسيا بالتواجد عسكريًا في قاعدة همدان الجوية، غرب طهران قد يكون وسيلة للحفاظ على وجود دائم فى المنطقة. وأكد المركز فى تقرير له أن فوائد هذا الترتيب الجديد واضحة ففى السابق كانت قاذفات توبوليف Tu-22M,3 تطير من روسيا مباشرة لتوجيه الضربات فى سوريا مشيرًا إلى أن انطلاق القوة الجوية من إيران يقصر زمن الرحلة، ما يتيح للطائرات الحربية الروسية تنفيذ أكثر من طلعة وحمل الحمولات الثقيلة، وفى الوقت نفسه خفض تكاليف الصيانة والتكاليف الإجمالية. وأوضح التقرير أن هناك قواعد ومطارات متاحة فى سوريا، ولكن روسيا تقول إن أماكن مثل قاعدة حميميم الجوية، جنوب شرقى مدينة اللاذقية، ليست مناسبة لنشر هذا النوع من القاذفات بسبب صغر حجم المطار وعدم القدرة على التعامل مع الطائرات الكبيرة. وتظهر صور للأقمار الصناعية تم التقاطها في 17 أغسطس استمرار وجود الطيران العسكري الروسي فى قاعدة همدان الجوية، غرب طهران، وهناك عدد من طائرات «سو-34 إس» القاذفة المقاتلة، مع أربع طائرات تقع على مقربة من بعضها البعض فى الطرف الشرقى للمطار كما أظهرت الصور التى تم نشرها على الإنترنت فى 15 أغسطس ما لا يقل عن 3 من القاذفات الإستراتيجية الروسية من طراز توبوليف Tu-22M3 فى القاعدة الجوية. وقد أكدت موسكووطهران رسميًا وجود أصول الطيران العسكرية الروسية فى إيران، وبعد أن كانت القاعدة تستخدم فى السابق كمحطة للتزود بالوقود، يبدو أن الطائرات الروسية تقوم الآن بالتجهز وإجراء العمليات من هناك وضرب أهداف فى سوريا منذ 16 أغسطس. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من هذه ليست المرة الأولى التى تزور فيها قاذفات توبوليف Tu-22M3 قاعدة همدان، فإن هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها الحديث عن تواجد شبه دائم، وليست مجرد عمليات انطلاق أو تزود بالوقود أو إعادة تجهيز فذلك ربما تكون هذه إعادة استئناف لتوجه سالف. ولفت التقرير إلى أن وجود طائرات «سو-34 إس» أيضًا فى قاعدة همدان يشير إلى أسباب أخرى للتواجد الروسى بخلاف عمليات الملاءمة الجوية حيث تتواجد هذه الطائرات بشكل تقليدى فى قاعدة حميميم الجوية فى سوريا وهى بذلك أقرب بكثير إلى أماكن الاستهداف من همدان أحد العوامل المساهمة فى إعادة توزيع الموارد يمكن أن تكون هى المخاوف الأمنية. وأوضح التقرير أن روسيا تشتكى من أن الأمن التكتيكى والعملياتى لعملياتها الجوية فى سوريا ربما يكون معرضًا للخطر ما يسمح لفصائل المعارضة بالتحرك لتجنب الضربات الجوية. وتابع أنه علاوة على ذلك، فإن نشر طائرات «سو-34 إس» فى قاعدة همدان الجوية قد يكون وسيلة للحفاظ على وجود دائم فى الوقت الذى تقوم فيه قاذفات توبوليف Tu-22M3 بالاستفادة بشكل دورى من القاعدة قبل أن تعود إلى المطارات المتخصصة فى روسيا.