أرجع خبراء وباحثون في شئون الحركات الإسلامية صمت الإسلاميين عن إدانة إعدام إيران ل20 سُنّيًا كرديًا فيما يقرب من عشرة أيام ماضية، إلى عدم جدوى الإدانة والصراخ في وجه إيران؛ لأن الخلافات لدى إيران خلافات مذهبية عقدية شأنها شأن النار تحت الرماد إذا تم النفخ عليها اشتعلت مرة أخرى. وطالب آخرون الجماعات والتيارات الإسلامية بممارسة دور الوسيط بين السعودية وإيران لمنع نشوب فتنة طائفية في المنطقة، قائلين إن المعركة ستكون صفرية والخسائر فيها على الجميع. وأرجع البعض سبب هذا الصمت إلى أسباب قديمة وعلاقات تتجدد من الحين للآخر؛ حيث بدأت علاقة الجماعة الإسلامية بإيران من قديم الأزل، حين استضافت طهران القياديين بالجماعة رفاعي طه سرور، ومحمد الإسلامبولي بعد صدور قرارات بملاحقتهما أمنيًا، بالإضافة إلى توطيد العلاقة بين إيران وجماعة الإخوان إبان حكم الرئيس محمد مرسي. من جانبه، قال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن تنفيذ إيران للإعدامات بحق 20 من الدعاة السنّة يعد من قبيل العناد والرد على إعدام السعودية ل40 من القائمين بأعمال إرهابية على رأسهم الداعية الشيعي "نمر باقر النمر"، مشيرًا إلى أن هذا الصمت من قبل التيارات الإسلامية في مصر وخارج مصر لا علاقة له بالتطبيع أو المصالح مع إيران.
وأضاف "عيد" في تصريحات ل"المصريون" أنه يجب أن تتحرك مؤسسات وتنظيمات إسلامية للقيام بدور الوساطة بين الدولتين، موضحًا أن الصمت تمامًا عن سياسة الإعدامات من جانب الطرفين سيشعل فتيل الأزمة التي قد تؤدي إلى حرب طائفية. وطالب جميع الوسائل الإعلامية بعدم تناول الموضوعات الخاصة بالبلدين على محمل الطائفية حتى لا يغلق باب الحوار بين البلدين. وأدان "عيد" تسييس القضاء والأحكام الإيرانية للانتقام من السنة بشكل عام، مشيرًا إلى أن إيران تهدم بذلك الصورة الذهنية لها في المنطقة بعد أن حاول الجهاز الإعلامي والعلاقات العامة فيها تحسينها من جديد. ويرى محمد حمدي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن ما تقوم به إيران من تنفيذها لسياسات الإعدامات بحق السنة، لهو قضية مذهبية دينية أكثر منها سياسية، موضحًا أن صمت الحركات والتيارات الإسلامية أو رفضها للحادث لن يجدي نفعًا في تغيير عقيدة إيران.
وأضاف "حمدي" في تصريحات ل"المصريون" أن ممارسات إيران ضد المملكة العربية السعودية واضحة، مشيرًا إلى أن إيران تحاول فرض طوق من النزاعات حول المملكة العربية، فسيطرت على العراق، ودعمت بشار لأنه علوي، بالإضافة إلى مذاهب الشيعة في البحرين. وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن قيادة الجماعات والتيارات الإسلامية لهدنة أو تهدئة من خلال الوساطة بين البلدين وقتية، موضحًا أن المذهب المنتشر في إيران وهو الشيعة الإثنى عشرية يقول بالمعايشة، التي تتطلع إلى فرض السيطرة على الأماكن المقدسة كالكعبة والحرمين الشريفين. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن عدم اهتمام تنظيمي القاعدة وداعش، بتنفيذ إيران لإعدام أكثر من 20 سنيًا كرديًا، يرجع إلى المصالح المشتركة منذ قديم الأزل، وهذا ما ظهر خلال السنوات الماضية بعدم مهاجمة هذه التنظيمات للدولة الإيرانية. وأضاف "فهمي" في تصريحات له، أن عدم اهتمام التنظيمات الإرهابية المدعية أنها تابعة للتيار السني، يرجع أيضًا إلى أن أغلب مَن نفذ بحقهم الإعدام ليس لهم ثقل سياسي أو إعلامي حتى يتم استخدام القضية لصالح هذه التنظيمات الإرهابية. وعن احتمالات أن تكون هذه الإعدامات للرد على السعودية بعد إعدامها أكثر من 40 شيعيًّا في مطلع العام الحالي، قال فهمي: إيران تحاول الرد على المملكة بهذه الإعدامات غير المبررة، ومن خلال البيانات التي أصدرتها وزارة المخابرات الإيرانية بالتهم التي نسبتها إليهم، يتبين أنها غير صحيحة أو مقنعة بالمرة.