بالرغم من ضعف ميزانية البحث العلمى، والإهمال الذى يعانى منه فى مصر على مدار سنوات عدة، تباينت ردود فعل عدد من المتخصصين حول إسناد الرئيس عبدالفتاح السيسى استكمال مدينة زويل للقوات المسلحة. واستبعد الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادى، أن تدير الدولة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، مؤكدًا أن السبب عدم تولى الدولة مدينة زويل هو لفشلها فى إدارة المنظومة العلمية والتعليمية داخل النظام، وهذا ما أكدت عليه الحكومة بأن هناك خللاً فى المنظومة التعليمية بمصر . وتابع الخبير الاقتصادى: أن الدولة فشلت فى توفير 4% لصالح البحث العلمى والتعليم بالموازنة العامة لعام 2016-2017 فكيف تدير هذه المؤسسة العلمية العريقة؟! وأضاف الدمرداش ل "المصريون"، أن الراحل الدكتور أحمد زويل كان يشرف على المدينة ولم يكن يديرها كم يعتقد البعض، لأن الذين يديرون المدينة هم مجلس الأمناء بمدينة زويل، موضحًا أن مجلس الأمناء اختار الدكتور مجدى يعقوب رئيسًا للمدينة، وذلك لأن "يعقوب" واحد من ستة أسسوا هذا المدينة، كما أنه الأكبر سنًا بين أعضاء مجلس الأمناء وهو الآن المنوط به عقد مجلس إدارة أمنائها. رحبت مديرة مكتب الإعلام بمدينه زويل، يسرا البارودى، بقيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بإسناد مشروع استكمال مدينة زويل إلى الهيئة الهندسية، مؤكدة أن المؤسسة العسكرية سوف تنتهى من مشروع زويل فى أقرب وقت. وبالرغم من وجود عجز من جانب الدولة فى الإنفاق على البحث العلمى، أبدت البارودى ل "المصريون"، ارتياحها لتولى القوات المسلحة استكمال هذا المشروع . وقالت البارودى، إن نجاح المشروع لا يتوقف على الدولة فحسب بل سيتوقف على دعم الشعب كما حدث مع إنشاء قناة السويس الجديدة، مؤكدة ثقتها فى الشعب المصرى للعمل على استكمال المشروع الذى ظل يحلم به الراحل الدكتور أحمد زويل. قال الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن البحث العلمى فى مصر يحتاج بالكامل إلى إعادة هيكلة بالتعاون مع علماء وشخصيات محترمة تؤمن بأهمية العلم لكى تنهض به وبالبحث العلمى التى يظهر جليًا للعالم أجمع أننا فى العشرة الأواخر من ترتيب الدول من حيث الاهتمام بالبحث العلمي. وأضاف دراج، فى تصريحه ل"المصريون"، أن الجيش دوره الأساسى هو حماية البلد وليس الاهتمام بغير ذلك قائلاً:"صاحب بالين كذاب وثلاثة منافق". وأوضح، أن الجانب الأمنى هو الذى يطغى على الحياة السياسية فى مصر وسيطغى على مدينة زويل لاحقًا. ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الكثير من العلماء الأوربيين المهتمين بالبحث العلمى ومساندة الدكتور زويل فى مشروعه عندما علموا بتولى القوات المسلحة إتمام المشروع أعربوا عن سخطهم . وتابع، النظام السياسى فى مصر سيجنى على حلم زويل ولن يجلب للمشروع سوى الخسارة والفشل – بحسب قوله. ومن جانبه يرى النائب أحمد الطنطاوى، أن إسناد الرئيس السيسى استكمال مشروع أحمد زويل للقوات المسلحة أمر يحمد له. وأضاف الطنطاوى، فى تصريحه ل"المصريون" أن مشروع مدينة زويل سيمثل قيمة مضافة للبحث العلمى فى مصر، موضحًا أن العمل على استكمال المشروع سيفيد مصر اقتصاديًا وعلميًا. وتابع على الدولة أن تعلم جيدًا أنه لا سبيل لتقدمها ورفعتها سوى بالاهتمام بالتعليم والبحث العلمى. وفى سياق متصل أعرب النائب هيثم الحريرى، عن امتنانه من تولى القوات المسلحة لاستكمال مشروع مدينة زويل، موضحًا أن عمل النظام السياسى الحالى على استكمال مشروع زويل خطوة تحسب له. وأوضح الحريرى، فى تصريحه ل"المصريون"، أن العمل على استكمال مشروع مدينة زويل سيعد خطوة مهمة لنجاح البحث العلمى فى مصر.