أثارت شكوى الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" حول تجريده من ملابسه وتصويره عاريًا، حالة من الغضب في أوساط الحقوقيين، الذين وصفوا ما حدث بأنه "جريمة ضد الإنسانية". وقال البلتاجي أمام هيئة المحكمة أمس، أثناء نظر قضيته المعروفة إعلاميًا ب"فض اعتصام رابعة العدوية": "أطلب التحقيق في وقائع تعذيب متكررة والتي كان آخرها يوم السبت الماضي، والتي لم تتم من ضابط صغير أو فرد صغير لكن على يد مساعدي وزير الداخلية، وهما اللواء حسن السوهاجي - مساعد الوزير لمصلحة السجون - واللواء محمد علي - مدير المباحث الجنائية في السجون - وهو أنه يتم استدعائي من زنزانتي مقيد اليدين والقدمين مساءً وليلًا دون مبرر وحينما أذهب إليهما، يقوم اللواء محمد علي، بتصويري بعد أن يجرني في وجود اللواء السوهاجي، ووجهي للحائط كالأسير ويجبرني على الجلوس القرفصاء، وسب "الدين" وأمي بأحط الألفاظ، وهذا الكلام عليه شهود ومسجل وأكثر من ذلك، ويجبرونني على خلع ملابس السجن ويصورونني، وإن هذا اعتداء صارخ على الحقوق الإنسانية، ويحدث ذلك كي أتنازل عن بلاغي ضد عبدالفتاح السيسي وآخرين لاتهامهم بقتل نجلتي". من جهته، اعتبر الدكتور عصام العريان، القيادي الإخواني ما يحدث تجاه سجناء الإخوان بأنه "سياسة منهجية متعمدة ضد الإخوان.. وسجن العقرب الذين نقعد فيه، من لم يمت في فض رابعة والنهضة يموت في السجن ومنهم فريد إسماعيل الذي منع عنه العلاج". عزت غنيم، الناشط الحقوقي، قال إن "ما حدث ويحدث في سجن العقرب وما أعلن عنه البلتاجي من تعرضه للتعذيب داخل السجن يرقي لأن يكون جريمة ضد الإنسانية، والتي تم تعريفها على أنها تلك الجرائم التي يرتكبها أفرادٌ من دولةٍ ما ضد أفراد آخرين من دولتهم أو من غير دولتهم، وبشكل منهجي وضمن خُطَّةٍ للاضطهاد والتمييز في المعاملة بقصد الإضرار المتعمَّد ضد الطرف الآخر، وذلك بمشاركةٍ مع آخرين لاقتراف هذه الجرائم ضد مدنيِّين يختلفون عنهم من حيث الانتماء الفكري أو الديني أو العِرْقي أو الوطني أو الاجتماعي أو لأية أسبابٍ أخرى من الاختلاف. وأضاف غنيم مستشهدًا بما ورد من نصوص القانون في تصريح إلى "المصريون": "غالبًا ما تُرتكب هذه الأفعال ضمن تعليماتٍ يصدرها القائمون على مُجْرَيَات السلطة في الدولة أو الجماعة المسيطرة، ولكن ينفذُها الأفراد. وفي كل الحالات، يكون الجميع مذنبين، من مُصَدِّرِي التعليمات إلى المُحَرِّضين، إلى المقْتَرِفين بشكلٍ مباشر، إلى الساكتين عنها على الرغم من علمهم بخطورتها، وبأنها تمارَس بشكلٍ منهجيٍّ ضد أفراد من جماعة أخرى. وتطورت الملاحقة الدولية لها، حسبما جاء في نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، بحيث أنه يصبح الفرد مذنبًا بجريمة ضد الإنسانية حتى لو اقترف اعتداءً واحدًا أو اعتداءين يُعتبران من الجرائم التي تنطبق عليها مواصفات الجرائم ضد الإنسانية، كما وردت في نظام روما، أو أنه كان ذا علاقة بمثل هذه الاعتداءات ضد قلة من المدنيين، على أساس أن هذه الاعتداءات جرت كجزء من نمطٍ متواصلٍ قائمٍ على سوء النيَّة يقترفه أشخاصٌ لهم علاقة بالمذنب". من جهته استنكر الحقوقي، أحمد مفرح تعذيب قيادات الإخوان قائلا إن "واقعة تعذيب الدكتور محمد البلتاجي علي يد حسن السوهاجي لم تكن الأولى، فقد أثار البلتاجي في إحدى جلسات القضية بتاريخ 5 مايو 2015 أنه يعذب داخل سجن العقرب، ويدخل عليه رئيس مصلحة السجون في منتصف الليل بالكلاب ولم يتم التحقيق في تلك الواقعة ولا في الانتهاكات التي تتم بحق المعتقلين داخل سجن العقرب "طرة شديد الحراسة" حتى الآن". فيما قال محمود عبدالعزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن "المجلس دائمًا ما يقوم بزيارات إلى السجون"، مشيرًا إلى أن "ما يخص واقعة البلتاجي لم يردنا أي شكاوي بشأن هذا الأمر ولو وصلنا سنتحرك". وأضاف عبدالعزيز ل"المصريون": في كل زيارة يقوم بها المجلس، قيادات الجماعة ترفض استقبالهم بدعوى أنه جزء من منظومة "الانقلاب".