دافع زعيم جماعة الحوثيين، في اليمن، عبدالملك الحوثي، عن الاتفاق الذي أبرمته جماعته مع حزب "المؤتمر الشعبي العام" بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتشكيل "مجلس سياسي" يدير شؤون البلاد، مشيراً إلى أنه يأتي في سياق "تعزيز صمود الشعب والتصدي للأخطار". وقال في كلمة له بمناسبة الذكرى ال15 لإطلاق ما يُعرف ب"الصرخة" الشعار الخاص بالجماعة (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام)، وبثتها قناة المسيرة التابعة لهم إن "انزعاج البعض من اتفاقنا السياسي مع المؤتمر لا يشكل لدينا مشكلة. وأضاف "بإمكان هذا الاتفاق أن يستوعب أي قوى أخرى تتقبل هذا الحل السياسي الذي يأتي في سياق تعزيز صمود الشعب والتصدي للأخطار". وتابع: "واجب كل القوى السياسية أن تتفق وأن تتعاون وأن ترتب الوضع السياسي وتتوحد". وتقول وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إن أول ظهور ل"الصرخة" كان خلال محاضرة ألقاها مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، بمنطقة مران، عام 2001، بعنوان "الصرخة في وجه المستكبرين". وفيما يتعلق بمشاورات الكويت، أشار إلى أن "الذي أعاق الحوار وأثّر عليه ولا زال يؤثر وبات من الاحتمال فشله إن لم يحدث هناك تمديد، هو أن تلك الأطراف الأخرى الأمريكية وغيرها (لم يسمها) يريدون من الشعب اليمني الاستسلام ولم يريدوا الحل". ومضى بقوله: "لو أرادوا الحلول فقد قُدمت من الوفد الوطني (الوفد المشترك لجماعته وحزب صالح) بكل المخارج اللازمة للحل المنصف والأكثر من منصف، أن يصل الحل لحد الاستسلام فهذا هو المستحيل تماما تماما (..) موقفنا هو الثبات والتحرك الجاد". ووقّع كل من "المؤتمر الشعبي العام"، وجماعة الحوثي أمس الخميس، على اتفاق سياسي يتم بموجبه تشكيل "مجلس سياسي أعلى" لإدارة البلاد، يتكون من عشرة أعضاء من كلٍ من المؤتمر وحلفائه والحوثيين وحلفائهم بالتساوي، وتكون رئاسة المجلس دوريةً بين هذه الأطراف، بالإضافة إلى أمانة عامة، يحدد المجلس مهامها واختصاصاتها بقرارٍ منه. وقوبل الاتفاق بانتقاد شديد من الأممالمتحدة، حيث اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أنه "يعرض مشاورات السلام في دولة الكويت للخطر"، كما أنه "يشكل انتهاكاً قويا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يطالب جميع الأطراف اليمنية، ولاسيما الحوثيين، بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن"، ويدعوهم إلى "التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في البلاد". فيما قالت الحكومة اليمنية إن الحوثيين وصالح "أطلقوا رصاصة الرحمة" على مشاورات السلام التي انطلقت في 21 أبريل الماضي. وانطلقت الجولة الثانية من هذه المشاورات في ال16 من يوليو الجاري بعد تأخرها لمدة يوم بسبب تأخر الوفد الحكومي واشتراطه الحصول على التزام وفد الحوثي صالح بالمرجعيات، وأمهلت الكويت فيما بعد طرفي الأزمة اليمنية أسبوعين فقط لحسم المشاورات، وفقا لتصريحات نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله. وحسب المهلة الكويتية، تنتهي الجولة الثانية من المشاورات غداً السبت، ومن المقرر أن يصدر بيان رسمي من المبعوث الأممي برفع المشاورات في هذا اليوم، لمزيد من التشاور، قبل الدخول في جولة جديدة، وفقاً لمصدر تفاوضي حكومي. وفي فبراير من العام الماضي، أعلن الحوثيون حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي جديد يتكون من خمسة أعضاء، وذلك بعد أن كانوا قد دخلوا العاصمة صنعاء في العشرين من سبتمبر 2014، وسيطروا على الكثير من المباني الحكومية. ولم يعرف على الفور مصير مجلس 2015، لكن وفق مراقبين، سيحل "المجلس السياسي الأعلى" الذي أُعلن عنه أمس محله.