قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, إن روسيا تفضل كثيرا المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب على منافسته من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 26 يوليو أن هناك سببين وراء تفضيل روسيا لترامب, أولهما أنه لم يخف إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين, والثاني هو تصريحات ترامب حول أن التزام أمريكا بأمن حلفائها في حلف الناتو قد لا يكون صارما. وتابعت "تفكك حلف الناتو هو هدف تسعى لتحقيقه موسكو بكل السبل, وسيكون الأمر سهلا بالنسبة لها, في حال ساعدها ترامب في تحقيق ذلك, إذا فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية". وأشارت الصحيفة إلى أنها لا تستبعد صحة الأنباء حول تلاعب روسيا بانتخابات الرئاسة الأمريكية من أجل ضمان فوز ترامب. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نفى في 26 يوليو أي صلة لبلاده بقرصنة البريد الإلكتروني لمسئولين في الحزب الديمقراطي الأمريكي للتأثير على حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وحسب "الجزيرة", يشتبه الأمريكيون في أن موسكو سعت للتأثير على الحملة الانتخابية الأمريكية لمصلحة ترامب بتسريب رسائل إلكترونية مربكة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون, لكن الخبراء يقولون إن إثبات التورط الروسي سيكون صعبا. وقبل ثلاثة أيام من بدء مؤتمر الحزب الديمقراطي، نشر موقع ويكيليكس نحو عشرين ألف رسالة إلكترونية تم الحصول عليها باختراق حسابات سبعة مسئولين في الحزب الديمقراطي وتم تبادلها بين يناير 2015 ومايو 2016. وتكشف هذه الرسائل استخفاف هؤلاء المسئولين بالخصم السابق لكلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز . وأثار نشر الرسائل غضب فريق حملة كلينتون الذي شن هجوما مضادا، متهما موسكو بالوقوف وراء تسريب الرسائل من خلال قراصنة يشتبه في ارتباطهم بالسلطات الروسية. وقال فريق كلينتون إن الهدف هو ترجيح كفة ترامب الذي يوجه انتقادات لاذعة لحلف الناتو . لكن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج قال في مقابلة بثتها قناة "ان.بي.سي" التليفزيونية الأمريكية إن "ليس هناك أي دليل يثبت هذه الاتهامات". وأضاف أنها "مناورة تهدف إلى تحويل انتباه الناخبين من قبل فريق كلينتون". وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في 25 يوليو فتح تحقيق في عملية القرصنة. وتأتي هذه التطورات بينما بدأت في فلادلفيا في 26 يوليو أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطي المخصصِ لتزكية ترشيح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لخوض انتخابات الرئاسة. وتستمر أعمال الحزب أربعة أيام بحضور نحو خمسة آلاف مندوب، وعددٍ من رموز الحزب بينهم منافس كلينتون في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز وميشيل أوباما قرينة الرئيس الأمريكي. وفي خطاب له أمام المؤتمر، أكد ساندرز دعمه لكلينتون واعتبر أنها يجب أن تكون الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة.