قال الخبير في الشئون التركية، مصطفى اللباد، إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيتعين عليه دفع فواتير واجبة السداد عقب محاولة الانقلاب الفاشل على حكمه بتركيا. وأكد اللباد، في حوار أجرته معه الإذاعة الألمانية، أنه رغم فشل الانقلاب الذي قاده ضباط في الجيش التركي، إلا أنه سيلقي بظلاله على مستقبل تركيا، والمشهد السياسي، فضلًا عن مساعي الرئيس التركي لتشديد قبضته على السلطة، وتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي. وتابع اللباد: "المجتمع التركي منقسم، وخير دليل على ذلك نتائج الانتخابات البرلمانية، حيث وقف نصف المجتمع مع أردوغان والنصف الآخر ضده، لكن الملفت أن الأحزاب العلمانية والأكراد عارضوا الانقلاب، وبالتالي ستكون هناك فواتير واجبة السداد على أردوغان في المرحلة المقبلة، ولا أعتقد أنه سيظهر في الأيام القادمة بمظهر العائد المنتصر، لأن المنتصر الحقيقي هي أحزاب المعارضة التي لم تؤيد الانقلاب رغم خلافاتها العميقة مع أردوغان، وأخص بالذكر هنا حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي رفع أردوغان الحصانة عن 50 من نوابه ال 59 رغم ذلك عارض الانقلاب وندد به" . وأشار الخبير في الشئون التركية، إلى أن هناك عدة أسباب لفشل الانقلاب، أولها عدم وجود حاضنة شعبية، ثانيًا المؤسسة العسكرية لم تكن موحدة وراء الانقلاب، ففي الانقلابات السابقة كان رئيس الأركان يقدم بنفسه عريضة الانقلاب والإنذار لرئيس الحكومة؛ وهو ما حصل في انقلابات 1971 و1980 وانقلاب 1997، أما في الانقلاب الحالي رأينا أن هناك خلافات وقصفًا لمقر رئاسة الأركان في أنقرة؛ ما يعني أن الجيش لم يكن موحدًا خلف العملية الانقلابية. وأضاف أن ثالث الأسباب هو المعارضة الشعبية للانقلاب ونزول الناس بكثافة إلى الشوارع، مما أدى إلى فشل الانقلاب، أما رابع الأسباب فهو أن قادة الانقلاب لم يسيطروا على وسائل الإعلام ولا على رئاسة الوزراء والبرلمان، ورأينا عملية متدحرجة تبدأ بقطع جسر إسطنبول، وقصف بعض المواقع في أنقرة، ومن ثم محاولة السيطرة على رئاسة الأركان. وألمح إلى أن الانقلاب سينعكس بشكل إيجابي على المشهد السياسي، وسيحد من طموحات أردوغان، لافتًا إلى أن تركيا اليوم ما بعد الانقلاب غير تركيا الأمس ما قبل الانقلاب، وأن هذا لا يصب في صالح أردوغان وإنما في صالح خصومه، وأن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لن تسمح لأردوغان بإضافة المزيد من الصلاحيات السلطانية لشخصه، وتحويل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي. كما أفصح اللباد، عن توقعه بأن الفترة القادمة ستراكم فيها أحزاب المعارضة المزيد من الثقة في الشارع التركي، بالإضافة إلى أنه في كل الأحوال الجيش التركي والدولة التركية تحتاج إلى عملية ترميم لصورتها.