دعا رئيس الوزراء بن علي يلدريم، الجمعة، الشعب التركي إلى عدم القلق ” لا سيما بعد استتباب الأمن والاستقرار”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الخطر لا يزال قائمًا، ” حيث يمكن أن يتحرك المجانين الذين يشعرون بالهزيمة بدافع الانتقام حتى لو كانوا ضعفاء”. جاء ذلك في تصريح صحفي، خلال زيارة أجراها إلى رئاسة دائرة العمليات الخاصة، في العاصمة أنقرة التي تعرضت الجمعة الماضية إلى قصف من قبل الانقلابيين. وتطرق يلدريم إلى مطالبة الإدارة الأمريكية بتقديم أدلة دامغة حول تورط “فتح الله غولن” زعيم “الكيان الموازي” في محاولة الانقلاب مقابل تسليمه، قائلا: “ليس هناك دليلا واضحا أكثر من هذا (في إشارة إلى الأماكن التي تعرضت للقصف)، يُظهر مدى خروج المنظمة عن الانسانية، وحد الجنون الذي وصلت إليه”. وتابع “أقول نيابة عن الشعب التركي، للذين يطالبوننا بأدلة: هل هناك دليل أكبر من هذا ؟ تخلوا عن الوقوف وراء الجناة الذين دهسوا المواطنين بالدبابات، وألقوا القنابل عليهم من الجو، وأطلقوا النيران من البر صوبهم”. وأشار يلدريم إلى أنه علم بمحاولة الانقلاب بعد بدءها بنحو 15 دقيقة، من حرسه الخاص، مضيفًا “لم نتلق قبل ذلك أية معلومات حول مايحدث، ولا عن حجم التهديد (…)، الشيء المهم حاليا هو أننا نقوم بكل ما هو لازم من أجل عدم تكرر تهديد المصيبة التي قضينا عليها”. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله جولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وبالتالي المساهمة بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية منذ عام 1998- قامت منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة الاخيرة.