تكهنات وأسباب متعددة تم وضعها لتوجه مصر نحو شراء 10 طائرات روسية من طراز "سوخوي – 35"، مقابل 900 مليون دولار، وفقا لما نشرته مجلة "ناشيونال انتريست" الروسية العسكرية في تقرير لها، مشيرة إلى أن الجزائر وفنزويلا وفيتنام أيضا ترغب في الحصول عليها بنفس الكمية. "سوخوي 35" هي قاذفة فائقة المناورة متعددة المهام صنعتها شركة سوخوي وتتميز بقيامها بمهام متعددة وزيادة سعة خزان الوقود، بالإضافة إلى أنها أخطر مقاتلة في العالم فضلا عن أنها تجمع أفضل خصائص مقاتلات الجيل الرابع والخصائص الأساسية لمقاتلات الجيل الخامس. وتستطيع كشف وضرب الطائرات بدون طيار وهي مزودة بصواريخ وقنابل جوية وأسلحة مدفعية وقادرة على العمل في أي وقت من النهار بغض النظر عن الظروف الجوية والطيران الآلي على علو منخفض جدًا. مساعد وزير الدفاع الأسبق، اللواء نبيل فؤاد، أكد أن توجه مصر لشراء ذلك النوع من الأسلحة يرجع إلى رغبتها في إحداث نوع من التوازن بينها وبين إسرائيل في المنطقة، خاصة أن تنوع مصادر أسلحتها من كل الدول حتى لا تكون هناك دولة متحكمة في السلاح في مصر فتمنعه عنها يوما ما. وأشار " فؤاد " في تصريحات خاصة ل"المصريون " إلى منع روسيا أسلحتها عن مصر أثناء حرب 1973 وهو نفس ما فعلته أمريكا عندما منعت السلاح عن مصر في أعقاب ثورة 25 يناير 2011. وعن الانتقادات التي توجه للنظام الحالي بشأن شرائه كل هذه الأسلحة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر ،أكد فؤاد أنه بالفعل لا ينبغي شراء الأسلحة في ظل أزمة الدولار، ولكن الأمن القومي لمصر أهم من أي شيء، مشيرا إلى أن دولة مثل إسرائيل لو شعرت أن هناك خللاً ما في مصر يمكنها من احتلالها ستخلق الأسباب لضربها، حسب قوله، وبالتالي يجب تأمين البلاد قائلا: "الحرب تقوم في لحظة". ونفى "فؤاد" أن يكون وراء شراء الأسلحة من روسيا رغبة مصر في تحسين علاقاتها معها خاصة بعد التوتر الذي شهدته في الفترة الأخيرة عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، مؤكدًا أن مصر تستورد نسبة كبيرة من سلاحها من أمريكا وبقية الدول. وكانت مصر أنفقت على التسليح من روسيا خلال العامين الأخيرين في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يزيد على 10 مليارات دولار على أقل تقدير، وذلك بعدما أمدت روسيا مصر بنحو 70% من صفقات تسليحها. وقامت مصر بشراء بطاريات صواريخ مضادة للطائرات روسية من طراز إس300، وقد بلغت قيمة الصفقة نصف مليار دولار، بالإضافة إلى سربي طائرات ميج 35، وهي طائرة حديثة لا يلتقطها الرادار. وأبرم السيسي مع روسيا صفقة طائرات ميج29، وطائرات عمودية من نوع إم.آي 35 وأنواع ذخائر أخرى، ذلك بتكلفه ثلاثة مليارات دولار. ووقعت روسيا ومصر اتفاقية توريد منظومات "بريزيدنت-إس" الروسية لحماية الطائرات والمروحيات من صواريخ "أرض -جو" و"جو-جو" ويجري نصب تلك المنظومة بصورة خاصة على مروحيات "مي - 28 " و"مي -26" و"كا – 52" الحربية الروسية. واستوردت مصر أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليار دولار تمت أثناء زيارة السيسي لروسيا في 2014 كما عقدت صفقة الصواريخ المضادة للطائرات "أنتي – 2500" وتقدر تكلفتها ب500 مليون دولار، وكذا صواريخ ال "S-300" وطائرات "ميغ 29 إم" و"ميغ 35 "، ومقاتلات "سو 30"، وزوارق صواريخ وقاذفات "آر بي جي"، ودبابات "تي 90". وتسعى مصر هذا العام لإتمام صفقة مع روسيا لشراء 50 مروحية من طراز تمساح للتمركز على الحاملة ميسترال وهى نسخة بحرية من الطائرات الهليكوبتر الروسية الجديدة المصنعة وستكون الطائرات الجديدة قادرة على الطيران ليل ونهار. وأهدت موسكو قطعة بحرية روسية من طراز"مولنيا" b32،لمصر في إطار التعاون العسكري بين البلدين والتي شاركت في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ضمن القطع البحرية المصرية في 6 أغسطس الماضي،بقيادة طاقم بحري روسي. كما وقعت القاهرة عقدًا لتوريد 46 مقاتلة روسية من طراز "ميغ 29"، في أكبر صفقة لطائرات الميغ تبلغ قيمتها 2 مليار دولار، وكذا وقعت مصر عقدا لتوريد 50 مروحية حربية من طراز "كا52" أو "التمساح" كما يطلق عليها البعض. وبدوره أكد الخبير الأمني العميد محمود السيد قطري، أن شراء تلك النوعية من الأسلحة نقلة نوعية جديدة للتسليح في مصر، وإن كان تسليحًا أكثر من اللازم خاصة أن مصر دولة صغيرة ومتوسطة ولا تحتاج ذلك النوع من الأسلحة الذي يعد رفاهية. وأشار "قطري" في تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أن مصر في حاجة إلى شراء نوعية أخرى من الأسلحة أبرزها الصواريخ، مثلما فعلت إيران التي أصبحت تملك منظومة صواريخ. وفي سياق مختلف، قال اللواء محمد الغباري،الخبير العسكري، إن العقيدة القتالية للجيش المصري تتعامل مع المقاتلات والأسلحة وفقا لمواصفات بلد المنشأ والفنيات التى حددها المصنع، لافتا إلى أن قرار الرئيس بتنويع مصادر السلاح أفسد مخطط الغرب بتحجيم دور مصر الإقليمي، مؤكداً أن مصر باتت تمتلك أسلحة روسية وتشيكية وأمريكية وفرنسية بما يجعلها قوة عسكرية قادرة على الردع والصد. وأوضح أن القوانين الإقليمية تحدد تسليم سلاح هجومي للدول ذات المساحة الاستراتيجية الواسعة مثل مصر ، وتسلم سلاحًا هجوميًا لإسرائيل لأنها لا تتمتع بمساحة جغرافية كبيرة، مؤكدًا أن ميزان قوى مصر الشاملة دفع السيسي لتنويع مصادر الأسلحة ما بين هجومية ودفاعية.