أبدت مصادر سياسية استياءها الشديد من حركة المحافظين الأخيرة نتيجة تجاهلها التام لرغبات مواطني العديد من المحافظات وإصرارها على الاحتفاظ بشخصيات أثارت كثيرا غضب وضيق الرأي العام في السنوات الأخيرة ، وهم ما يعد تكرار لسيناريو الإبقاء على عدد من الوزراء القدامى خلال التغيير الوزاري الأخير ، وهو ما أشعل غضب المواطنين نتيجة أداء هؤلاء الوزراء السيئ ووقوفهم خلف اضطرابات أمنية وسياسية حدثت في محافظاتهم. وأوضحت المصادر أن إصرار القيادة السياسية على الاحتفاظ بأحمد عبد الحميد محافظا لشمال سيناء رغم مناشدات مواطني وقبائل سيناء إقالته نظرا لوقوفه خلف سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية بالمحافظة في السنوات الخمس الأخيرة ، كما أثارت هذه الحركة استياء مواطني محافظات القناة خصوصا في بورسعيد حيث احتفظ مصطفى كامل بمنصبه رغم استياء جميع مواطني المحافظة منه ونقمهم عليه نتيجة دوره في إلغاء المدينة الحرة وإصابة اقتصاد المنطقة بالشلل التام وفشله في تنفيذ خطط تنموية بديلة وهو ما ظهرت نتائجه في انتخابات مجلس الشعب ، حيث لم ينجح مرشح واحد للحزب الحاكم في المحافظة . ولا يختلف الوضع كثيرا في السويس حيث أرجعت المصادر احتفاظ سيف الدين جمال بمنصبه لتمتعه بصلات وثيقة وشخصية مع القيادة السياسية. وتساءلت المصادر عن المعايير التي حكمت الحركة ، فمثلا حدث تبادل للمحافظين بين المنيا والمنوفية ، رغم أن المحافظتين شهدتا فشلا ذريعا للنظام خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة حيث نجح مرشحو جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق اكتساح شبة كامل لمرشحي الحزب ، ومع هذا احتفظت القيادة السياسية بكل من فؤاد سعد الدين وحسن حميدة في الحركة الجديدة وهو ما يؤكد غياب أي معايير نجاح أو فشل ي التعديلات الأخيرة. وشهدت الحركة استبعاد محافظ البحيرة عثمان عسل من موقعه رغم أن الحزب الوطني قد حقق اكتساحا انتخابيا فيها لقوى المعارضة والإخوان المسلمين وهو ما يدل على أن المسألة تتم بالعشوائية ولا يحكمها أي معايير. ونبهت المصادر إلى أن القيادة السياسية تعمدت في الفترة الأخيرة تجاهل مشاعر المواطنين ورغبتهم في إحداث تغيير ينهي حالة الاحتقان السياسي والاقتصادي التي يعانون منها فمثلا محافظ الجيزة الدكتور فتحي سعد أجمعت الآراء على فشله الذريع في إدارة المحافظة وتنامي المطالبات بإقالته ونفس الأمر تكرر من المستشار يحيى عبد المجيد محافظ الشرقية وأحمد سعيد صوان محافظ الدقهلية والمهندس الشافعي دكروري محافظ الغربية. من جانبه ، اعتبر ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام حركة المحافظين دليلا جديدا على تخبط النظام السياسي الذي تعود في السنوات الأخيرة على إصدار قرارات عشوائية وتعسفية لا يستطيع تبريرها ولا يقدر على مواجهة المواطنين بها وهو سلوك تتمسك به الأنظمة الشمولية كسمة من سمات انتهاء عهودها. وانتقد رشوان سيادة العشوائية في اختيار المحافظين وتمتع الحركة بالضبابية وعدم معرفة المواطنين بخلفية المحافظين ولا تصوراتهم لحل مشاكل هذه المحافظات ، مشيرا إلى أن القيادة السياسية قد أدمنت الإنفراد بكل شيء وليس أمام المصريين إلا الخنوع والخشوع لرغبات القيادة التي تصر على الاحتفاظ بالفاشلين وأهل الثقة. وطالب رشوان بضرورة تعديل أسلوب اختيار المحافظين إلى نظام الانتخاب فليس من المعقول أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية في حين يتم تعيين المحافظين ، مشددا على إمكانية احتفاظ القيادة السياسية بالحق في تعيين المحافظين في بعض المحافظات ذات الأهمية الاستراتيجية.