علمت "المصريون" من مصادر موثوقة، أن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، مدير المخابرات العامة الأسبق قام بزيارة غير معلنة إلى دولة الإمارات مطلع الشهر الجاري، التقى خلالها مسئولين رفيعين بالإمارة الخليجية التي كانت من أبرز الداعمين للنظام السابق وهو ما أثار تكهنات حول أهداف الزيارة وتوقيتها، في ظل أنباء عن مشاورات يجريها الذراع اليمنى للرئيس المخلوع حسني مبارك مع عدد من العواصم الخليجية للحصول على دعمها كمرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة. وكشفت المصادر، أن سليمان الذي بدا غير صابغ لشعره على غير المعتاد استقبل الشيخ محمد بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي بمقر إقامته داخل فندق "فيرمونت باب البحر" بأبو ظبي، وكان ذلك في الأول من فبراير الجاري وهو اليوم الذي "صادف" وقوع أحداث بورسعيد الدامية وكانت تلك المرة الأولى التي يظهر فيها سليمان منذ سفره إلى السعودية بدعوة من بعض المسؤولين هناك لأداء مناسك الحج قبل شهور. وعلمت "المصريون" أن وزير الخارجية الإماراتي عقد جلسة طويلة مع سليمان رجحت أنها تتعلق بالترتيبات للإعلان عن ترشحه المحتمل، قبل أن ينصرف مغادرًا الفندق عصر اليوم نفسه، وقد قام سليمان بتوديع محمد بن زايد قبل أن يعود إلى مقر إقامته، وهو ما يثير بحسب تلك المصادر تساؤلات حول توقيت ودلالات الزيارة، والتي جاءت قبل أيام قليلة من الإعلان عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر في العاشر من مارس المقبل، وفي ضوء الأنباء التي تحدثت عن سعيه لضمان الحصول على دعم الدول الخليجية النافذة كمرشح لمنصب رئيس الجمهورية. تأتي الزيارة في أعقاب تسريب أنباء نسبت إلى ما وصف بأنه "مصدر مقرب من عمر سليمان" عن اعتزامه إعلان الترشح خلال مؤتمر ضخم يتم التحضير لعقده في غضون الأيام القادمة. وتزامن ذلك مع حملة مكثفة بدأها مسئولو حملة ترشيح عمر سليمان، لانتخابات رئاسة الجمهورية، وكان ذلك بعد شهور من إعلان الحملة تجميد أنشطتها لعدة أشهر لحين تحديد موعد لفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية. إذ بدأ أنصاره تدشين حملات على الإنترنت وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لدعم ترشحه، وقاموا تكثيف جهودهم وحشد أكبر عدد من مؤيديه وأنصاره لتدشين حملته الدعائية للانتخابات. كما تأتي الزيارة في سياق حملة عنيفة تشنها مؤسسات إماراتية ضد الإسلاميين في مصر، وفي مقدمتهم "الإخوان المسلمين" بعد فوزهم اللافت في الانتخابات البرلمانية، حيث وصفتهم تلك الجهات بأنهم أخطر على الخليج من إيران. جدير بالذكر، أن عمر سليمان كان الرجل الأكثر موثوقية من رجال مبارك في تعاملاته الخاصة مع بعض القيادات العربية، كما ارتبط الرئيس المخلوع وأفراد أسرته بعلاقات خاصة ووثيقة مع الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان وأفراد أسرته، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد والذي كان وزير الخارجية العربي الوحيد الذي زار الرئيس المخلوع حسني مبارك إبان الثورة وقبل خلعه بأيام، كما تشعر الإمارات بقلق من التقارير التي تتحدث عن تزايد فرص نجاح عمرو موسى الذي يحظى بكراهية شديدة في الإمارات، منذ خلافه الشهير مع رئيس دولة الإمارات الراحل في القمة العربية التي عقدت عشية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.