قبل سويعات قليلة من إعلان الانقلاب العسكري في تركيا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والديمقراطية في البلاد، ترددت أنباء شبه مؤكدة عن توجه وفد رسمي من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا إلى مصر، لبحث تقارب وجهات النظر بين البلدين، تمهيدًا للمصالحة، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة للغريمتين. وجاءت محاولة الانقلاب في تركيا ضد نظام أردوغان، الجمعة الماضي، والتي قابلها الإعلام المصري بترحيب مبالغ، قبل أن يكتمل نمو الإطاحة، فضلاً عن عرقلة مصر لبيان من مجلس الأمن يندد بمحاولة الانقلاب بتركيا، لتضفي مزيدًا من التوتر على العلاقات بين البلدين. ويري خبراء سياسيون، أن المصالحة بين تركيا ومصر، باتت بعيدة المنال، خاصة بعد زيادة حساسية الموقف بين الغريمتين، حيث إن أردوغان استفز النظام المصري عن طريق رفع إشارة "رابعة" أثناء الاحتفالات بإحباط الانقلاب بالعاصمة التركية أنقرة. وقال الدكتور كمال حبيب، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "تصريحات بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام بتأييدهم الانقلاب في تركيا هي تصريحات فردية ولا تمثل الدولة في شيء". وأضاف حبيب ل "المصريون": "الأمور لم تتضح بعد لان النظام في تركيا سوف يتخذ قرارات ومراجعات في السياسيات الخارجية لبعض الدولة المعادية للنظام التركي والصديقة له". ولفت إلى أن أردوغان سيبدأ في مراجعته سياسته مع الإخوان، وبالتالي من المبكر الحديث عن انتهاء أو فشل المصالحة بين النظامين التركي والمصري"، مشددًا على أن "المصالحة بين تركيا ومصر ليست شبة مستحلية كما يعتقد البعض". مختلفًا معه في الرأي، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن "نظام أردوغان لن يتراجع في التدخل في الشأن المصري ولا يريد التوقف عن سياسية اتجاه النظام المصري، وبالتالي المصالحة بين الطرفيين "مستحيلة". وأضاف اللاوندي ل "المصريون": "أردوغان تعمد استفزاز الشعب المصري عندما رفع إشارة رابعة العدوية أثناء الاحتفال بفشل الانقلاب العسكري بتركيا، موضحا أن مصر ليست في عداء مع الشعب التركي، ولكنها في عداء مع النظام أردوغان، والأمر لا يصب في صالح الدولتين، والتي يجب أن يكونا يدًا واحدًا وسط النزاعات وحروب الشرق الأوسط". وفى نفس السياق، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "السياسة لا تعرف المستحيل في التصالح بين دولتين". وأضافت: "النظام التركي أظهر نواياه السيئة اتجاه النظام الحالي بمصر، وهذا سوف يعرقل عملية المصالحة بين الطرفين، وبالتالي يجب على أردوغان أن يغير من سياسيات اتجاه النظام المصري حتى يتم تقريب وجهات النظر بين الدولتين لإتمام عملية المصالحة".