"التحرش، الزنا، الختان".. قضايا شائكة تظهر بين الحين والآخر لمناقشتها عبر الفضائيات، وتسليط الضوء عليها بهدف شغل الرأي العام. الخطة الثلاثية المعلن عنها في الخطاب السري الذي نشره الكاتب والأديب علاء الأسواني، والذي دار بين قياديين بجهاز سيادي، تضمن تعليمات تشير إلى عرض قضايا فقهية وخلافية شائكة، واستضافة للدعاة والشيوخ عبر الشاشات لإلهاء الشعب عما يحدث من أزمات تتفاقم من "ارتفاع الأسعار والغلاء، البطالة، وتسريب الامتحانات، وانقطاع الكهرباء والمياه بشكل مستمر بعدد من المحافظات"، الخطة توظف الدين للتغطية على تدني شعبية الرئيس، حيث نصت الفقرة الثانية في ذلك الخطاب على "أن تم توجيه مشايخ السلفية (وكلهم متعاونون مع الجهاز )؛ من أجل إثارة قضايا فقهية خلافية فطرحوا مسائل مثل: هل يجوز للمسلم اعتبار خادمته في المنزل ملك اليمين ونكاحها بدون عقد..؟ هل يجوز للمسلم أن يتزوج من طفلة لم تبلغ المحيض؟ وبناء على توجيهنا استضافت البرامج الحوارية مؤيدين ومعارضين للقضايا السابقة ثارت بينهم نقاشات مطولة على قنوات عديدة". ويبدو أن مسلسل تنفيذ التعليمات قد بدأ، فجأة ودون مبرر، خرج النائب البرلماني أحمد الطحاوي، عن دائرة الحسينية بالشرقية، للحديث عن ختان الإناث، قائلًا "إن الختان موجود في الشريعة الإسلامية، مستدلًا بحديث سيدنا رسول الله لأم عطية قائلًا: "حفي ولا تجوري"، والحديث الآخر "إذا التقى الختانان وجب الغسل". وأضاف "الطحاوي"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة"، المذاع على فضائية "المحور"، أن من الناحية الطبية والعلمية ترك الأنثى بلا ختان يعرضها إلى مشكلات منها الالتهابات المتكررة في هذه المنطقة. وأشار عضو مجلس النواب، إلى أنه طلب من أهل العلم بيان مشروعية الختان في الإسلام والفصل في الأحاديث التي تتحدث عنه سواء كانت صحيحة أم لا. وتابع "الطحاوي" قائلًا: "فتوى الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق والشيخ عطية صقر مشروعية الطهارة مكرمة وليس حرامًا". في الوقت الذي اشتعلت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بالفتوى التي خرجت من "سعاد صالح" أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول حق المسلم في معاشرة أسيرات الحرب كزوجاته، وهو ما حصل على أعلى نسب مشاهدة خلال ساعات فقط من عرضه عبر فضائية قناة "الحياة". وقالت أستاذة الفقه المقارن، خلال برنامج "فقه المرأة"، إن "ملك اليمين" كان منتشرًا قبل الإسلام في كل الدول والأمم وكان يسمى ببيع الأحرار، وأنه من المباح اتخاذ أسيرات الحرب ك"ملك يمين". وأضافت، أن الإسلام نظم بيع الأحرار عن طريق الحرب المشروعة بين المسلمين وأعدائهم قائلةً: "لو إحنا حاربنا إسرائيل، وإسرائيل مغتصبة للأرض ومعتدية على البشر والعقيدة، فأسرى الحرب من النساء هم ملك اليمين، فيصبحون ملكًا لقائد الجيش أو المسلم يستمتع بهن كما يستمتع بزوجته".