رصدت مؤسسة"ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان معاناة مواطني الوادي الجديد من مشاكل تتعلق بعدم إتاحة الخدمات الصحية وتدني مستوى جودتها, والذي يبدو جليا في نقص التخصصات الطبية والتجهيزات الضرورية بمستشفيات المحافظة، فعلى الرغم من وجود وحدات صحية بمعظم القرى النائية، إلا أنها خالية من الأطباء والأجهزة الطبية على حد سواء، في ضوء نتائج قافلة الاستعراض الدوري الشامل الأولى التي سيرتها مؤسسة ماعت لمحافظة الوادي الجديد، يأتي ذلك استنادا إلى المناقشات مع عدد كبير من المواطنين والمسئولين بالمحافظة, تبين ان المحافظة التي تضم 7 مستشفيات و 61 وحدة صحية على مستوى مراكز وقرى المحافظة, تعاني من نقص في التخصصات الطبية والكوادر الصحية. درب الأربعين: وحدات صحية دون أطباء تعاني قرى درب الأربعين بمركز باريس من وجود وحدات صحية بدون أطباء, حيث يتحمل معظم الأهالي نفقات باهظة لنقل المرضى إلى مستشفى باريس المركزي, والذي يعاني بدوره من عدم وجود التجهيزات والكوادر الطبية, وبناءا عليه يتم تحويل المرضى إلى مستشفى الخارجة العام والذي يقوم بتحويل المرضى إلى مستشفيات أسيوط. حيث جرت العادة على ان يتم بناء الوحدات الصحية وإغلاقها بعد البناء والتجهيز مباشرة، بالإضافة للاعتماد على الممرضين أو إسناد أكثر من وحدة طبية إلى طبيب واحد يذهب إليها مرة في الأسبوع.
الداخلة: طبيب ممارس واحد يعاني مستشفى بلاط المركزي بالداخلة من عدم وجود أجهزة طبية, علما ان طبيب ممارس عام واحد يعمل بالمستشفى ويقوم بتحويل المرضى إلى مستشفى الداخلة المركزي والذي يبعد 40 كيلو عن مركز بلاط, ونظرا لعدم وجود تخصصات طبية تقوم مستشفى الداخلة بتحويل المرضى إلى مستشفى أسيوط، علما بأن مركز بلاط به مستشفى مركزي و 8 وحدات صحية بالقرى لكن دون أطباء .
الفرافرة:لا أجهزة طبية يعاني مركز الفرافرة من افتقار المستشفى المركزي لأبسط الإمكانيات الطبية وهي أجهزة قياس الضغط والسكر.
الخارجة:مستشفي تحتاج مستشفي يفتقر مستشفى الخارجة العام للاحتياجات البشرية والمادية والأجهزة الطبية، بما في ذلك التخصصات الطبية والأجهزة والمعدات والعمالة الفنية والخدمات المعاونة وأطقم التمريض والأثاثات مما يعوق تقديم الخدمات الصحية للمواطنين ويدفعهم للجوء لمستشفى أسيوط، وهو ما يمثل عبء إضافي على المرضى ويهدد حياة البعض من ذوي الحالات الحرجة او الطارئة.
الوادي الجديد: 400 طبيب فقط تعاني الوحدات الصحية والمستشفيات بقرى ومراكز ومدن المحافظة من عجز شديد في الكوادر الطبية, حيث يبلغ عجز الأطباء بالمحافظة حوالي 400 طبيب, بالإضافة لعدم الالتزام في العمل داخل المستشفى للانشغال بالعيادات الخارجية وعزوف الأطباء الجدد عن القدوم للمحافظة لطبيعة جوها الصحراوي وبعدها عن محافظات وادي النيل.
الفرافرة المركزي: لا أقسام عناية مركزية ولا أشعة يعاني مستشفى الفرافرة المركزي من غياب أقسام العناية المركزة، والأشعة ومجموعة كبيرة من التخصصات. حيث لا يزيد عدد أطباء المستشفى عن 8 أطباء لكافة التخصصات عدا قسم الأسنان الذي يضم 10 أطباء, ويعاني المستشفى من الأجهزة القديمة والمتهالكة, كما تعمل المستشفى بنسبة 15% من قوتها الإدارية والطبية وتعاني من غياب الخدمات الفنية. وأشارت"ماعت" إنه بالإضافة لهذه المشكلات فالمستشفى يتعرض لإهمال جسيم يتمثل في وصول مياه الصرف الصحي لمطبخ المستشفى،كما تعاني المستشفيات من نقص الأمصال والتطعيمات المضادة لسموم العقارب والثعابين المنتشرة بكثرة بسبب طبيعة المحافظة الصحراوية والذي أدى إلى لازدياد حالات الوفاة خاصة لدى الأطفال في القرى البعيدة، مضيفة أن هناك أيضا ندرة في المواصلات العامة وعدم تمهيد الطرق والمسافات الشاسعة بين المراكز تضاعف معاناة المرضى خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات طارئة، وهو ما يتناقض مع عدد من التوصيات التي قبلتها الدولة المصرية خلال الجلسة الثانية للاستعراض الدوري الشامل في مارس 2015، والتي كان من أهمها: توصية رقم 166-78, المقدمة من تركمانستان والتي تنص على "تعزيز جهودها الرامية إلى دعم الحقوق الاجتماعية للمرأة ، مثل الحق في التعليم والصحة". توصية رقم 166-84, المقدمة من بروني دار السلام والتي تنص على "مواصلة جهودها الرامية إلى ضمان تمكين المرأة في الميادين الاقتصادية والصحية والاجتماعية بما في ذلك إدماج المرأة ، فضلاً عن إنشاء مراكز صحية للمرأة من أجل
ضمان تعزيز وحماية حقوق المرأة في البلد" توصية رقم 166 267, المقدمة من ايران والتى تنص على "تكثيف جهودها الرامية إلى إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، بما فيها الحق في الصحة". توصية رقم 166-274 المقدمة من أوزبكستان والتي تنص على "مواصلة الجهود الرامية إلى ضمان تعميم الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية". في ضوء ذلك ناشد" أيمن عقيل ، رئيس مؤسسة ماعت من خلال تصريحاته لل"المصريون"، رئيس مجلس الوزراء و وزير الصحة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية لمواطني المحافظة عن طريق سد العجز في عدد الأطباء والفنيين الموجودين بالمحافظة, توفير الأجهزة الطبية والتجهيزات الضرورية لعمل المستشفيات, تسيير قوافل طبية متخصصة بشكل دوري لسد العجز وتلبية احتياجات المواطنين من الخدمات الصحية, توفير استشاريين بشكل منتظم لزيارة المحافظة بالإضافة لبحث إمكانية إنشاء كلية طب بالمحافظة.