الكتاتنى وأبو إسماعيل وحسين رهن الاعتقال.. شيحة وفتحى والزمر يعارضون من الخارج.. وأبو العلا ماضى. وأبو الفتوح من مصر النور يغرد منفردًا فى تأييد السلطة وعبد الغفور التزم الصمت
دخل الإسلاميون إلى المشهد السياسي عقب ثورة 25 يناير 2011 بشكل كبير وذلك من خلال إنشاء الأحزاب السياسية التي تخطت أكثر من 10 أحزاب وتنوعت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بين أحزاب تنتمي للتيار السلفي كحزب النور والأصالة والفضيلة وأخرى تنتمي إلى الوسط الإسلامي كحزب مصر القوية والوسط والاستقلال فيما كان للإخوان المسلمين تواجد ضخم بحزب سياسي واحد وهو حزب الحرية والعدالة الذي اكتسح الانتخابات البرلمانية التي أجريت عقب ثورة يناير مباشرة. كما أنشأت الجماعة الإسلامية حزبًا لها ليكون ذراعًا سياسية للجماعة أطلقت عليه حزب البناء والتنمية، استطاعت الأحزاب الإسلامية أن تكتسح الانتخابات في برلمان 2012 الذي أطلق عليه برلمان الثورة قبل حله بحكم قضائي وكان للأحزاب الإسلامية أثر واضح في الحياة السياسية الحزبية في مصر في الفترة التي أعقبت ثورة يناير حتى 30 يونيو فبعد عزل جماعة الإخوان المسلمين في 3 يوليو 2013 اختفت الأحزاب الإسلامية وانزوت عن المشهد السياسي برمته فيما اعتقل بعض قيادات الأحزاب الإسلامية وفر بعضهم خوفًا من بطش نظام ما بعد 3 يوليو فيما آثر قيادات بعض الأحزاب الصمت تجاه الموقف السياسي الحالي. وفى إطار ذلك كله ترصد "المصريون" مصير قيادات الأحزاب الإسلامية فيما بعد أحداث 30 يونيو 2013 حتى الآن.
الكتاتنى يعانى من الإهمال الطبي بمحبسه بعد الحكم بإعدامه يعتبر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين من أهم الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الذي تأسس في 6 يونيو 2011، واختير وقتها الدكتور محمد مرسى رئيسًا له، وعصام العريان نائبًا للرئيس، ومحمد سعد الكتاتنى أمينًا عامًا، شارك الحزب في أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير، وفاز بأغلبية كاسحة في "الفردي" وأغلبية نسبية في «القوائم» وحصل على إجمالي 213 مقعدًا في مجلس الشعب. وفى 9 أغسطس 2014 وبعد عزل الجماعة في 3 يوليو 2013 حكمت المحكمة الإدارية العليا بحل الحزب وتصفية ممتلكاته السائلة والمنقولة وتحويلها للدولة. يرأس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد سعد الكتاتنى والمحكوم عليه مؤخرًا بالإعدام فى قضية اقتحام السجون، الذي ظهر أثناء إحدى المحاكمات وقد فقد الكثير من وزنه خلال تواجده فى السجن، وأثار ظهوره جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر أنصاره أن سوء التغذية والانتهاكات التي تقام ضده في محبسه هو ما أثر على حالته الصحية.
مخيون النور فضل الصمت مؤخرًا تأسس حزب النور عقب ثورة 25 يناير وهو ذو مرجعية إسلامية سلفية، ويعد أول حزب سلفي يتقدم بأوراقه في مصر، وتصفه الدعوة السلفية بأنه الذراع السياسية الوحيد لها، ويهدف الحزب للدفاع عن تطبيق الشريعة الإسلامية. برز الحزب كثاني أكبر القوى الحزبية في مصر بعد الفوز بنحو 22% من مقاعد مجلس الشعب 2011-2012، وهى أول انتخابات تشريعية يخوضها، ثم مر الحزب بأزمة حادة انتهت بانشقاق رئيس الحزب عماد عبد الغفور وعدد من القيادات فى ديسمبر 2012 وأسسوا حزبًا جديدًا باسم حزب الوطن. كان للحزب تواجد ملحوظ في أحداث 3 يونيو حيث كان مشاركًا أصيلاً في بيان القوات المسلحة حيث ظهر المهندس جلال المرة أمين الحزب وشارك في انتخابات 2015 ولكنه لم يحصل على أصوات كثيرة، يعرف الحزب وقياداته بأنهم موالون للنظام الحالي وفضل الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب وقيادات الحزب بلصمت خلال الفترة الأخيرة.
الوطن.. أين عماد عبد الغفور؟ أنشأ الدكتور عماد الدين عبد الغفور حزب الوطن بعد استقالته من رئاسة حزب النور في 1 يناير 2013، ويوصف الحزب بأنه ذو مرجعية سلفية، وقد شكل عبد الغفور وعدد آخر من مستقيلى حزب النور الهيئة العليا للحزب، وقد شغل عبد الغفور مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسى خلال توليه الرئاسة، وأعلن الحزب رفضه لما حدث في 30 يونيو كما أعلن عدم مشاركته في كل الأحداث السياسية من بعد 30 يونيو 2013 وشكل مع عدد من الأحزاب الإسلامية تحالفًا أسموه التحالف الوطني لدعم الشرعية ولكنه انسحب منه مؤخرًا. لم يظهر الدكتور عماد عبد الغفور نهائيًا عقب أحداث 30 يونيو وحتى الآن.
مصر القوية.. أبو الفتوح معارض كل الأنظمة أسس الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، حزب مصر القوية وشارك في انتخابات ما بعد ثورة يناير كما ترشح أبو الفتوح إلى الانتخابات الرئاسية في 2012 ولكنه خرج من الجولة الأولى في الانتخابات، لم يرحب الحزب بإعلان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى وقتها عزل رئيس الجمهورية في 3 يوليو 2013، ولكنه في ذات الوقت حاول إقناع القوى السياسية من خلال الحضور في اجتماع مع الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بالعودة إلى مطالب الجماهير المتظاهرة في 30 يونيو 2013 بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو إجراء استفتاء على خريطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع، ولكن تم رفض الطلب. وأدان الحزب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس 2014، معتبرًا أن السلطة التي تشكلت منذ الثالث من يوليو 2013 ما هى إلا سلطة للثورة المضادة وأنها امتداد لنظام مبارك وقمعه الأمني، يظهر دائمًا أبو الفتوح معارضًا للنظام الحالي في قراراته فهو رافض لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي كما يرفض أبو الفتوح قانون التظاهر.
ماضى الوسط.. محاولة الرجوع من جديد ترجع فكرة تأسيس حزب الوسط إلى مجموعة من قيادات الحركة الطلابية في السبعينيات، وقيادات النقابات المهنية المنتمين للتيار الإسلامي ومعظمهم كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، ثم انفصلوا عنها عام 1996، وتقدموا بطلب للجنة شئون الأحزاب لإنشاء حزب سياسي يحمل اسم حزب الوسط ثلاثة مرات في أعوام 1996، 1998، و2004 وتم رفض الطلبات الثلاثة، وبعد ثورة 25 يناير وتحديدا في 19 فبراير 2011 قضت الدائرة بالسماح بإنشاء الحزب، وإلغاء قرار لجنة شئون الأحزاب بالاعتراض على تأسيس الحزب، رفض حزب الوسط ما حدث في 3 يوليو 2013 ووصفه ب"الانقلاب" حيث صرّح حاتم عزام نائب رئيس الحزب بأن "ما حدث انقلاب بمباركة شيخ الأزهر وبابا الكنيسة والبرادعي والنور وتمرد". وفى يوليو 2013 ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط ونائبه المحامى عصام سلطان بمنطقة المقطم بالقاهرة وتم ترحيلهما إلى سجن طرة، فى اتهامات تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين، وإهانة القضاء، وفى أغسطس 2015 تم الإفراج عن ماضي قبل أن يعقد انتخابات داخلية للحزب في مارس 2016 وفاز برئاسة الحزب بالتزكية. فضل المهندس أبو العلا ماضي الصمت منذ خروجه من محبسه ولم يعلق على بعض الأحداث السياسية الساخنة التي شهدتها مصر منذ خروجه.
أبو إسماعيل زعيم الراية خلف أسوار طرة يعتبر حزب الراية من أهم الأحزاب التي كان لها تواجد ملحوظ منذ الإعلان عن نشأته حيث أعلن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح الرئاسي الأسبق عن تأسيس حزب الراية ليشهد زخمًا كبيرًا وإقبالاً من كل التيارات السلفية وغيرها للمشاركة في الحزب، كان للشيخ حازم أبو إسماعيل مواقفه الجريئة والصعبة تجاه المجلس العسكري فيما بعد ثورة 25 يناير وكان هناك تصادم واضح بينه وأنصاره من جهة والمجلس العسكري من جهة أخرى. يقبع الشيخ أبو إسماعيل بسجن طرة شديد الحراسة بسبب اتهامه بتزوير جنسية والدته حيث تم الحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
الفضيلة.. فتحى ينتقد من تركيا حزب الفضيلة هو حزب سياسي إسلامي (يوصف بالسلفي) تأسّس عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، رئيس الحزب المهندس محمود فتحى ويُعرفه القائمون عليه بأنه «حزب يسعى لنشر قيم العدالة والمساواة وإعادة الصدارة لمصر فى مختلف الميادين بما يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية». وهو أوّل الأحزاب السلفية المصرية تأسيسًا. انشقّ منه أعضاء بارزون لتكوين حزب الأصالة. فر المهندس محمود فتحي من مصر عقب أحداث 30 يونيو واتجه إلى تركيا خوفًا من إلقاء القبض عليه، ودائمًا ينتقد فتحي النظام الحالي عبر قنوات تبث من الخارج، وقررت مؤخرًا نيابة غرب القاهرة العسكرية، إحالة رئيس حزب "الفضيلة" محمود فتحي، و14 متهمًا، للمحاكمة العسكرية؛ لاتهامهم بتنفيذ اغتيالات ميدانية، وأسندت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم القتل والاغتيال التي استهدفت رجال القوات المسلحة، والشرطة والمواطنين، في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة.
الأصالة.. شيحة يعارض من قطر أسس حزب الأصالة اللواء عادل عبد المقصود عفيفى فى يوليو 2011 عقب ثورة 25 يناير، وكان عبد المقصود رئيس حزب الفضيلة قبل أن ينشق هو وبعض أعضاء المكتب التنفيذى عن حزب الفضيلة وأسسوا حزب الأصالة. وفى 23 أكتوبر 2011، قام حزب الأصالة مع حزبي النور والبناء والتنمية بتكوين تحالف الكتلة الإسلامية. رشّح الحزب عبد الله الأشعل لانتخابات الرئاسة المصرية 2012. يرأس الحزب حاليًا المهندس إيهاب شيحة وهو موجود خارج مصر في قطر ودائمًا ما يعارض سياسيات النظام الجديد بعد عزل مرسى.
البناء والتنمية.. الزمر لا يعترف بشرعية النظام الجديد حزب البناء والتنمية هو الذراع السياسية للجماعة الإسلامية فى مصر تأسس عقب ثورة 25 يناير، يرأس الحزب طارق الزمر الذي أطلق سراحه من السجن والذي كان يقضى عقوبة الاشتراك في مقتل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، أفرج عنه في 10 مارس 2011، وفق قرار أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر الذي تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك. خرج طارق الزمر من مصر واتجه إلى قطر ومنها إلى تركيا وهو ينتقد النظام الحالي برمته ولا يعترف بشرعيته.
الهدف.. مصطفى سلامة اعتقال أثناء الذهاب للعمرة أطلقت مجموعة من متبعي الفكر السلفي حزبًا سياسيًا جديدًا تحت اسم "الهدف" بقيادة الشيخ مصطفى سلامة الداعية الإسلامي. شارك حزب الهدف ورئيسه في إنشاء التحالف الوطني لدعم الشرعية وقامت قوات الأمن بالقبض على سلامة بعد عزل الإخوان من الحكم وهو أحد رموز ومشايخ إمبابة أثناء ذهابه لأداء العمرة.
الاستقلال.. حسين متهم بترويج أفكار متطرفة يعتبر حزب الاستقلال من أهم الأحزاب التي رفضت أحداث 30 يونيو وكان دائم التأييد للرئيس الأسبق محمد مرسى وشارك في تأسيس التحالف الوطني لدعم الشرعية، في يونيو 2014 قامت قوات الأمن بالقبض على مجدي حسين رئيس الحزب وفى مارس 2016 قضت الدائرة 21 إرهاب، بتأييد حبس حسين 8 سنوات فى القضية رقم 60571 لسنة 2013، إداري العجوزة، والمتهم فيها بترويج أفكار متطرفة ونشر أخبار كاذبة وتحريف نصوص الكتاب المقدس.
اختلافات كبيرة بين الأحزاب الإسلامية سببه فهم النصوص الشرعية يقول محمد الديب عضو حزب الوسط، إن مشهد الأحزاب الإسلامية اختلف فيما بعد 30 يونيو والاختلاف دائمًا يكون سببه فهم النصوص الشرعية وتأويلها التأويل الصحيح فهناك أحزاب تهتم بالمظهر الخارجي ولا تهتم بالجوهر مثل الأحزاب السلفية وهناك أحزاب يختلط فيها العمل الدعوى على السياسي فتخسر الدعوة ويفشل العمل السياسي مثل ما حدث في الحرية والعدالة حزب الإخوان المسلمين أما حزب الوسط فتفطن الأمر مبكرًا وعمل كحزب سياسي يعمل في السياسة باحتراف ولكن بمرجعية إسلامية حضارية وخطا خطوات جيدة في هذا الاتجاه. وأضاف الديب أن ما يؤدى إلى الاختلاف بين الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية هو طريقة فهمهم للدين. وأشار عضو حزب الوسط إلى أنه في الوقت الحالي من الصعب أن يعود الإسلام السياسي والأحزاب الإسلامية مرة أخرى ولكن مع مرور الوقت سوف تظهر تكتلات مثل الوسط ومصر القوية والبناء والتنمية وحزب الوطن فهناك تقارب كبير بين تلك الأحزاب ولكن سوف يبقى حزب الحرية والعدالة حزب الإخوان بعيدًا عن تلك التكتلات لأنه ما زال يشعر أنه الأقوى وحده".
اختراقات فكرية وأمنية لكل الأحزاب الإسلامية من جانبه قال سامح العطفى، المستشار الإعلامى لحزب البناء والتنمية، إنه من بعد أحداث 30 يونيو وهناك تجميد للنشاط السياسي للأحزاب الإسلامية فمعظم قادة حزب البناء والتنمية على سبيل المثال داخل السجون. وأشار العطفي إلى أن سبب اختلاف الأحزاب الإسلامية فى تفكيرها بعد 30 يونيو هو الاختراق الفكري والأمني الكبير لهذه الأحزاب فلم يسلم حزب إسلامي من ذلك، أما الأحزاب الإسلامية التي لم تخترق بطريقة كبيرة فهى حزب البناء والتنمية والحرية والعدالة فقد تم القبض على معظم أعضائه وتوقف نشاطهم.