آفة الآفات ورزية الرزيات ومقدمة الضلال والضياع وهو تصور المتكبر أنه أعلى من الناس فى سبب مادى من أسباب الحياة ( كالمال أو الجاه أو الجمال أو السلطان) لقد أجرى ابليس عليه لعنة الله مفاضلة مادية بينه وبين آدم عليه السلام : ( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) صدق الله العظيم فظن اللعين أن النار أشرف وأقوى من الطين فكان هذا الكبر سبباً لخروجه من رحمة الله وجنته : ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) صدق الله العظيم لقد منع الكبر أصحاب الأموال أن يتواضعوا فى تعاملهم مع الناس فكان العاقبة فى قارون : (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) صدق الله العظيم ومنع فرعون أن يتعامل مع شعب مصر بتواضع ورحمة وأدب : ) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ(24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ) صدق الله العظيم فهل يليق بقاصر ضعيف فقيربذاته من إذا منع من شربة ماء يموت ومن إذا حصرت فيه يموت ومن تنتصر عليه بعوضة أو ذبابة أو أقل من ذلك . هل يليق بمن هذا حاله أن يظن نفسه أعلى من الناس قدراً أو أرفع مقاماً ؟؟!! ان الكبر يمنع الحاكم ووزراءه ومعاونيه أن يكونوا خداماً للفقراء الضعفاء ورهن إشارتهم وطوع عبارتهم وهذا هو شرف التواضع . ان المتكبرين فى مزبلة التاريخ فلا يذكر التاريخ قوماً متكبرين فى مال أو جاه أو سلطان إلا باللعنة والمذمة والتاريخ الإنسانى من أن خلق آدم إلى الأن لم يذكر بخير ورفعة وسناء إلا أهل التواضع البديع والخلق الرفيع ولا نرى أمة من الأمم بصرف النظر عن دينها أو ملتها عظمت متكبراً أو متجبراً فيها انما يشترك عظماء الأمم جميعاً فى التواضع والأدب والحرص على الرحمة بالشعب وتقديم الخير للضعفاء والفقراء . " من تواضع لله رفعه " ولقد دعا إبراهيم عليه السلام " واجعل لى لسان صدق فى الآخرين " أى يارب اجعل ألسنة الناس تلهج بالترحم والثناء على بعد موتى . ولعل امرأة تتكبر بجمالها على بنات جنسها وتنسى أن الجمال المادى يذهب فى لحظة مرض تحولها إلى امرأة ممسوخة تأنف العين أن تنظر إليها . " تواضعوا لله جميعاً تجدوا حياتكم أشرف وأكرم وأعز حياة " " اللهم طهر صدورنا من الكبر والنفاق ومن الشقاق ومن سوء الأخلاق "