بات من المنتظر أن تخلو مدينة شرم الشيخ، من السياحة البريطانية في موسم الشتاء المقبل، بسبب تجديد خطوط الطيران الرسمي في بريطانيا تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ، والذي بدأ عقب سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء مارس الماضي. ونشر موقع "STUFF"، الإخباري اللندني اليوم أن الخطوط الجوية البريطانية جددت قرارها بتعليق رحلاتها لشرم الشيخ إلى أجل غير مسمى، لتصبح أول شركة طيران في المملكة المتحدة تعلن خروجها من موسم الشتاء المقبل الحاسم في مصر. وبلغت أعداد السائحين القادمين من بريطانيا خلال الفترة من يناير وحتى يوليو من العام الماضي 568 ألف سائح، مقابل 513 ألف سائح خلال نفس الفترة العام الماضي, بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة للإحصاء. وعللت الشركة رفضها مواصلة رحلاتها إلي شرم الشيخ، برغبتها في الحفاظ علي أمن وسلامة عملائها, وأنها ستتواصل مع العملاء الحاجزين للشتاء المقبل، وستعرض عليهم سواء استعادة أموالهم بالكامل أو الحجز على رحلة أخرى". وتقدر أعداد البريطانيين الوافدين إلى مصر بأكثر من 900 ألف سائح بريطاني يزورون مصر سنويًا، بحسب بيانات وزارة الخارجية البريطانية. وعلي الرغم من أن شركات طيران بريطانية أخرى، مثل خادم الحرمين الشريفين وإيزي جيت، أبدت رغبتها بإعادة تشغيل الرحلات إلى شرم الشيخ لموسم الشتاء الذي يبدأ في أكتوبر المقبل، إلا أن ذلك يعتمد على المشورة من الحكومة البريطانية، التي لم يتغير موقفها حتى الآن. كان وزير السياحة المصري يحيى راشد، دعا الشهر الماضي الحكومتين البريطانية والروسية إلى إعادة النظر في موقفهما بشأن حظر الطيران. وأشار الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في تقرير له، إلى أن شهر يوليو من العام الماضي شهد أعلى عدد من السياح وبلغ 83 ألف سائح، يليه شهر مارس وبلغ 80 ألف سائح، ثم شهر إبريل 77 ألف سائح. يذكر أن إجمالى عدد السائحين الوافدين من كافة دول العالم إلى مصر بلغوا 4.8 ملايين سائح خلال النصف الأول "يناير – يونيو" لعام 2015 مقابل 4.4 ملايين سائح خلال النصف الأول 2014 بنسبة زيادة قدرها 8.2%. ومن جانبه وصف باسم حلقة الخبير السياحي ورئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المهنية, قرار شركة الطيران الرسمية في بريطانيا بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ بالمفاجئ والعجيب, خاصة بعد أقر الخبراء البريطانيين بسلامة الإجراءات الأمنية بمطارات شرم الشيخ والغردقة, وبدأوا بالفعل العمل علي حجز الموسم الشتوي المقبل قبل صدور هذا القرار, موضحًا أن القرار سيكون له تأثير سلبي على موسم السياحة الشتوي في مصر. وأوضح حلقة في تصريح خاص ل"المصريون"، أن هذا القرار له بعد سياسي في المقام الأول، أكثر من كونه مهني خاصة وأن حجم السياحة البريطانية الوافدة إلى مصر تمثل نحو 30% من إجمالي السياحة. وتابع :" كنا نتوقع عودة الرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ مرة أخري كما وعدت بريطانيا, خاصة بعد تلبية جميع ملاحظات بريطانيا المتعلقة بعمليات التأمين في المطارات وإطلاعهم على كل المستجدات ومشاركتهم فيها من قبل خبراء بريطانيين . وأوضح، أن الموسم الشتوي الماضي كان خالياً من السياحة البريطانية والروسية ووزارة السياحة المصرية اتجهت بالفعل إلي فتح أسواق سياحية جديدة في القارة الأسيوية لجذب مواطنيها خاصة دول شرق أسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية واندونيسيا والهند وماليزيا, مؤكدًا أنها أسواق واعدة بجانب السواق العربية والخليجية, لتوسيع مصادر الجذب السياحي وعدم الاعتماد على السوق الأوربي خاصة من انجلتراوروسيا. وفي سياق متصل أوضح عماري عبد العظيم, رئيس شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران بالغرف التجارية بالقاهرة، أن استمرار تعليق كل من بريطانياوروسيا رحلاتها لشرم الشيخ على أثر حادث الطائرة الروسية, يعني أنها الحكومتان لا زالتا لديهم مخاوف وشكوك من إجراءات الأمن المصرية في المطارات وأن الحكومة المصرية لم تراع الالتزامات والاشتراطات التي من شأنها إزالة هذه المخاوف لدي الدولتين اللذان يمثلان أكبر عدد من حجم السياحة الوافدة إلي مصر. وأضاف في تصريح خاص ل"المصريون"، أنه يجب تشديد الإجراءات الأمني بشكل ينعكس على تقارير الجهات الأجنبية التي تسعي للحفاظ على مواطنيهم, متوقعًا التأثير السلبي على موسم السياحة الشتوي, موضحًا أن رفع الحظر البريطاني سيعقبه استئناف العديد من الرحلات الأوربية التي ترددت خلال الفترة الأخيرة والتي علقت رحلاتها وفي مقدمتهم روسيا.