شهدت سماء الإسكندرية اليوم، الخميس، وتحديدًا مناطق غرب المدينة، تحليق عدد من الطائرات الحربية العسكرية التابعة للقوات المسلحة وفوق محيط مينائي الإسكندرية والدخيلة والقاعدة البحرية مقر قيادة القوات البحرية، تزامنًا مع وصول حاملة الطائرات الفرنسية "الميسترال جمال عبد الناصر" للإسكندرية . وأغلقت القوات المشتركة من قوات الصاعقة البحرية والأمن المركزي والعمليات الخاصة، محيط القاعدة البحرية بدائرة الجمرك بمنطقة رأس التين؛ استعدادًا لدخول حاملة الطائرات الفرنسية "الميسترال جمال عبد الناصر". وانتشرت عناصر من القيادات الشرطية والبحث الجنائي بأنحاء المنطقة تأمينا للاحتفال الذي سينطلق بعد قليل وتقيمه القوات البحرية المصرية. وتشهد اليوم القاعدة البحرية ومركز قيادة القوات البحرية بمنطقة رأس التين بدائرة الجمرك غرب الإسكندرية خلال الساعات القليلة القادمة، دخول حاملة الطائرات المصرية الفرنسية الصنع جمال عبد الناصر رسميًا للمياه الإقليمية. وكانت قد أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية، أن حاملة الطائرات الفرنسية "ميسترال" غادرت ميناء سان نازير الفرنسي، متجهة في طريقها إلى مصر، لكي تنضم لأساطيل القوات البحرية المصرية بالإسكندرية، بعد أن تم تسلمها رسميًا في فرنسا. وانضمت، حاملة الطائرات الأولى من طراز "ميسترال" الفرنسي، إلى الخدمة بأسطول القوات المسلحة، بعد زيارة رسمية بدأها وفد عسكري رفيع المستوى لتسلّمها من العاصمة الفرنسية باريس، يوم 2-6 الجاري بحضور الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أسامة منير ربيع، قائد القوات البحرية. وقالت القوات المسلحة، في بيان لها، إن صفقة حاملة الطائرات، التى أُطلق عليها اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من أهم الصفقات في تاريخ مصر العسكري، ومن شأنها نقل ميزان القوى البحرية إلى الجيش المصري إقليميًا. وأضافت أن هناك حاملة طائرات أخرى من الطراز ذاته ستتسلمها مصر من الجانب الفرنسى، وأطلق عليها اسم الرئيس الراحل أنور السادات. وأشارت إلى أن الأولى قامت برحلة بحرية تجريبية استغرقت أسبوعًا، كانت تحمل على متنها 170 بحارًا مصريًا، إضافة إلى 50 خبيرًا فرنسيًا وكانت فرنسا قامت بتصميم حاملتي المروحيات ميسترال لروسيا، بموجب العقد الذي تم توقيعه بين البلدين سنة 2011، بقيمة 1.2 مليار يورو، لكن فرنسا تراجعت عن تنفيذ العقد بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، على خلفية أزمتها مع أوكرانيا، ومن ثم تعاقدت مصر على شراء حاملتي المروحيات بعد موافقة روسيا، لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تمتلك حاملة للمروحيات. وتتميّز حاملة الطائرات بقدراتها على نقل الجنود والطائرات، ومدرعات ودبابات خارج الحدود، وبها منظومة صاروخية للدفاع الجوي ورشاش عيار 12٫7 ملم، ونقل ما بين 20 إلى 24 طائرة، و50 مدرعة، و40 دبابة، و3 رادارات. وتتميّز حاملة ميسترال بمساحتها الكبيرة، حيث تحتوي على 6 أماكن تستوعب جميع أنواع المروحيات، بما فيها الأباتشي، والهليكوبتر، كما تستوعب نحو 450 فردًا لمدة 6 أشهر، و700 فرد لمدة 3 أشهر، فضلًا عن وجود مستشفى بها تبلغ مساحته 750 مترًا مربعًا ويتضمن 20 غرفة، منها غرفتان للعمليات الجراحية، إضافة إلى إدارة للمعلومات، والمعارك البحرية التكتيكية، وأنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية. ويُعد شراء حاملة المروحيات تكريسًا للعلاقات المصرية - الفرنسية بعد شراء 24 طائرة من فرنسا، إضافة إلى فرقاطة متعدّدة المهام فريم، كما يحمل هذا التعاون كثيرًا من الرسائل، خصوصًا في ظل سعي مصر إلى تنويع مصادر السلاح، فى إطار سياستها القائمة على التوازن، وإنشاء تحالفات استراتيجية جديدة، بما يمكّنها من مواجهة المخططات الإقليمية والخارجية التي تستهدف أمنها واستقرارها. وتبلغ حمولة ميسترال 22 ألف طن، فى حين أن طولها يبلغ 199 مترًا وعرضها 32 مترًا، بينما تصل سرعتها القصوى إلى 35 كم/ الساعة وتسير بسرعة 28 كم/ الساعة، ويبلغ طاقمها 180 شخصًا وتتسلح بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي «SIMBAD»، ورشاش 12.7 ملم، ومساحة سطح السفينة 5200 متر مربع، ويشمل 6 أماكن، يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات، وبها 3 رادارات: الأول ملاحي، والثاني جو أرض، وآخر للهبوط على سطح السفينة.