تظاهر الآلاف من أتباع مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري) مساء اليوم الجمعة، وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتشكيل حكومة "تكنوقراط" ومكافحة الفساد في البلاد، فيما أغلقت السلطات الأمنية جميع الجسور والطرق الرئيسة المؤدية الى "المنطقة الخضراء"، التي تضم مقار الحكومة، والبرلمان، والبعثات الدبلوماسية منعا لاقتحامها. وأفاد مراسل "الأناضول"، أن الآلاف من أتباع "الصدر"، تظاهروا، في ساحة "التحرير" وسط بغداد، للمطالبة ب"تشكيل حكومة تكنوقراط، ومحاسبة الفاسدين في العراق". من جانبها، أغلقت قوات من الجيش والشرطة العراقية، جسري "السنك" و"الجمهورية"، والطريق الرئيسة المؤدية إلى "المنطقة الخضراء" (وسط بغداد) بالكتل الإسنتمية والحواجز الأمنية، منعا لوصول المتظاهرين إلى المنطقة. ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية، فيما ردد بعضهم شعارات تطالب بمحاسبة نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، لمسؤوليته عن تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة على مدن الموصل، وصلاح الدين (شمالي) والأنبار(غربي)، قبل عامين. وقال مؤمن ناصر، أحد المتظاهرين في تصريحات صحفية، إن "تظاهراتنا اليوم تتزامن مع الذكرى الثانية لسقوط مدن الموصل، والأنبار، وتكريت (بمحافظة صلاح الدين)، بيد تنظيم (داعش)، عندما كان المالكي رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة، ولغاية اليوم لم نلاحظ محاسبة أحد من المسؤولين عن ذلك بمن فيهم رئيس الحكومة السابق". وبدأ أتباع مقتدى الصدر في بغداد ومحافظات أخرى، خلال شهر رمضان، بتنظيم تظاهرات مسائية يومية أمام المؤسسات الحكومية الرسمية، للمطالبة بتشكيل حكومة "تكنوقراط" ومحاسبة الفاسدين. يذكر أن الآلاف من أتباع الصدر، اقتحموا مرتين (30 أبريل، و20 مايو الماضيين)، المنطقة الخضراء المحصنة أمنيًا وسط العاصمة بغداد، التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدولية والأجنبية، ودخلوا مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ومبنى البرلمان، احتجاجًا على عدم تشكيل حكومة من المختصين (تكنوقراط) التي طالب بها الصدر. واحتدمت الأزمة السياسية في العراق منذ مارس الماضي، عندما سعى العبادي لتشكيل حكومة من التكنوقراط، بدلا من الوزراء المنتمين لأحزاب، في محاولة لمكافحة الفساد، لكن الأحزاب النافذة، بينها جماعات شيعية، عرقلت تمرير حكومته الجديدة.