لبيك وقد ناديتنا من فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لبيك إذ دوت صيحتك عبر الأثير تستحث أهليك في مصر أن يهبوا لنجدة غزة ولإسقاط حصارها الظالم .. لبيك إذ ناديت من أعلى منبر العزة تستنهض فينا كرامة ماخبت ، ومروءة ماغاضت ، ورجولة ما انكسرت ، وإيماناً بقضيتنا ما انفك يشحذ هممنا لمعالي الأمور غير آبهين بسفاسفها ... لبيك هنية وقد صحتَ داعياً مصرنا الكبيرة وشعبها العظيم الذي وصفته بالمخزون الاستراتيجي للأمة كي يتقدم لإنهاء آخر فصول الحصار عن غزة الجريحة ، غزة ذبيحة الشر والحقد والتخاذل والعمالة ، غزة الصامدة عالية الهمة والهامة ، غزة العزة قدوة المجاهدين الصامدين وبرهانهم ودليلهم إلى تحرير قدسنا ومسرى نبينا ... لبيك أخياه وقد وشت نبراتك القوية الصابرة بعتاب خفي لأهل "الربيع العربي" إذ شغلتهم أوهامهم عن هم الأمة ، وأضغاثهم عن أحلامها ، وخدوشهم عن جروحها ، ومشتبهاتهم عن ثوابتها ... لبيك ياقائد المقاومة والنضال ، وقد وقفت تتساءل في حيرة ونبراتك الغاضبة تصك جباهنا فتخزينا : إلى متى هذا الحصار الظالم ؟ ومتى تتحرك الشعوب الثائرة بقيادةٍ مصرية لفك الحصار عن شعبنا الفلسطيني الصامد ؟ وأجيبك أخي : اليوم وليس غداً ، فلن نكون رجالاً إن قبعنا في مخابئنا تلهينا ألاعيبنا ومناوشاتنا كعجائز فارغات يثرثرن حول نيران المدفأة ، بينما يُقتل الأبطال ، وتُسحل الصبايا، وتُنتهك الأعراض ، ويموت أطفال الحجارة والورود والضياء كل مساء جوعاً من حصار كللنا لسنوات طوال بتيجان الخزي والعار والشنار ... لبيك هنية ، فما عاد لنا بعد اليوم عذر ، وما عادت لنا إلى الله معذرة إن جبُنا وتخلينا وتلكلكنا وتلكأنا ، بل هو الإقدام أو وصمة نفاق تدمغنا فلا يظللنا بعدها زمان يمحوها ، مصر الثورة تجيبك ياهنية .. لبيك أخي .. مصر القائدة الرائدة لن تتخاذل بعد أن سرت فيها من جديد روح الإباء ففكت قيودها وحطمت أغلالها ومضت تقدم في كل صباح دماء شهدائها على مذابح الحرية .. لبيك هنية ، فقد سمع الأحرار النداء وجموعهم تحتشد الآن لفك الحصار عن غزة ، أما المتخاذلون المتسربلون بدعاوى الحكمة الخائبة ، وأراجيف الفطنة الكاذبة ، وسبل الإرجاء الزائفة فهم إنما يخفون بادعاءاتهم فرحاً بمقعدهم خلاف كتائب التحرير ، فليهنأوا بتلك المقاعد وليتدثروا بذلك الخزي فلو خرجوا فينا مازادونا إلا خبالا .. لبيكَ هنية ، لبيكِ غزة ، لبيكِ فلسطين ، لبيكَ يا أقصى .