قال الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، اليوم الثلاثاء، إن "إقليم قره باغ الجبلي، جزء من الأرض التاريخية لبلاده، وقد شهد مذبحة، اعترفت بها 10 دول، وجرى توثيقها، وليست حادثة بدون أدلة وقعت قبل 100عام (في إشارة إلى المزاعم الأرمنية بشأن أحداث عام 1915)". جاء ذلك خلال إجابته على أسئلة الصحفيين، أثناء مؤتمر صحفي مشترك، مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ببرلين، حيث أشار أن "النظر إلى خارطة المنطقة تكفي لمعرفة مَن المعتدي على الآخر". وأوضح علييف، أن أرمينيا تستفز بلاده بشكل مستمر، حيث تقوم بحرق المساجد والمقابر وتهاجم المدنيين، مضيفًا أن "يريفان تقوم بحسابات خاطئة". وأعرب عن أمله في حلّ قضية الإقليم(قره باغ)، في سياق قرارات مجلس الأمن ووفقًا للمعايير الدولية، مشيرًا أن "أرمينيا لم تصغِ إلى مطالبات انسحابها من المنطقة، دون قيد أو شرط". وأضاف الرئيس الأذربيجاني أنه "رغم ذلك لم تُفرض عليها(أرمينيا) عقوبات، ولم تُعاقَب على ممارسات التطهير العرقي". وفي معرض ردّه على سؤال حول موقف بلاده من بيع روسيا السلاح لأذربيجان وأرمينيا معًا، أشار علييف أن باكو تملك علاقات اقتصادية وثيقة وعلاقات صداقة مع روسيا، وأنها تنظر إلى الأخيرة على أنها شريك استراتيجي مهم. من جانبها أكدت "ميركل" على تطابق الآراء مع علييف، فيما يتعلق بحل قضية قره باغ، بطرق سلمية، مشيرة أن حل تلك القضية سيساهم في "تسوية العلاقات بين تركياوأرمينيا". وأشارت ميركل، أنها ستبذل جهودها من أجل عقد لقاءات مباشرة بين تركياوأرمينيا، لافتة إلى ضرورة تحقيق المساهمة في تأسيس لجنة تاريخية بشأن أحداث 1915. ويطلق الأرمن بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى "تجريم" تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية "إبادة وتهجير" على يد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف ب"أحداث عام 1915"، كما يقوم الجانب الأرمني بتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا "إبادة جماعية" ضدهم. وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة الجماعية" على تلك الأحداث، بل تصفها ب"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر. وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي"، متسببة بتهجير نحو مليون أذبيجاني من أراضيهم ومدنهم، فضلا عن مقتل نحو 30 ألف شخص جراء النزاع بين الجانبين. ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع الطرفين معاهدة سلام دائم بينهما. يذكر أن فرقة من الجيش الأرميني، ارتكبت "مذبحة خوجالي"، ليلة 25-26 فبراير1992، في إقليم "قره باغ"، المحتل من قبل أرمينيا، وذهب ضحيتها نحو 613 مسلم أذربيجاني مدني، منهم 106 امرأة و83 طفلاً، فيما أصيب 487 بجروح بالغة، فضلاً عن وقوع ألف و275 أذربيجانيًا كرهائن، واختفى منهم 150.