فى البداية أشكر “جريدة المصريون” على عرضها الرأى والرأى الاخر فبذلك تبنى مصرنا .. والنقاش بين عقول هذا البلد من الامور الملحة خاصة فى هذه المحنة التى يمر بها الوطن.. كما أن الوصول للحقيقة هو من حق الأجيال القادمة حتى تعلم مصائر أمتها فى الماضى فتنطلق واثقة الى المستقبل.. وددت هنا أن أشارك رأيى فى موضوع يخص رجل فى المعتقل الآن ولايستطيع الرد فمن واجبنا ان نزود عنه حتى يأذن الله بأمر آخر... وهنا نص الرد على كل نقطة وردت فى مقال الاستاذ الفاضل أ/ جمال سلطان ... 1- الحوار الذي أجرته صحيفة "العربي الجديد" مع المهندس أبو العلا ماضي قبل أيام ، كانت فيه إشارات مهمة جدا عن التحولات التي تجري داخل التيار الإسلامي بخصوص العمل السياسي وتداخله مع الدعوي ، وتعليقه على التجربتين التونسية والتركية ، ولكني أتصور أن ما قاله "أبو العلا" عن تجربة مرسي والإخوان في الحكمة في مصر ، والخطأ الذي أسماه "الأكبر" في تصور الإخوان أنهم قد استأثروا بالسلطة بعد فوز الدكتور محمد مرسي بانتخابات الرئاسة إلى آخره..." وأعتقد ، من معرفتي به وصداقتي له ، أنه من النبل بما يكفي لحجبه عن الافتراء أو التلفيق لرجل في محنة وظل يدعمه إلى آخر لحظة ، وقد دفع حزبه ثمن تحالفه مع مرسي فادحا وما زال يدفعه ، ودفع هو شخصيا جزءا من هذا الثمن ، كما أن هذه الواقعة عليها شهود أحياء وأحرار الآن ، ذكرهم رئيس حزب الوسط في روايته ، منهم الدكتور محمد محسوب ، الوزير السابق لمرسي والذي استقال ، وهو الآن حر طليق خارج مصر ويستطيع أن يكذب الرواية كلها أو يعدلها ، كذلك هناك المفكر الكبير الدكتور محمد سليم العوا ، نحترم الصداقات لكنها لاتصلح ان تكون شاهدا على مصير الأوطان، ... أما أننا نحمل لأبو العلا كل الحب والتقدير ذلك أنه وحزبه وقفوا مع الحق ومع الوطن لأننا إذا قلنا انهم وقفوا مع الاخوان لأنقصناهم حقهم وشككنا فى عقولهم ونزاهتم الوطنية..وكذلك وقف غيرهم مع الوطن وليس مع مرسى أو الاخوان .. وإلا لو كانت الوقفة مع مرسى لخسروا دنياهم وأخراهم.. والحقيقة أن الناس الان تعلم من الذى وقف مع اعداء الوطن بل مع أعداء الحرية. 2- والحقيقة أن نفس هذه الفكرة كنا نكتب عنها ونتحدث عنها من بعيد مرارا وتكرارا ، وكنا نتلقى بسببها الشتائم والتخوينات والاتهامات من المتحمسين من أبناء الإخوان وقتها الذين أسكرتهم نشوة الإحساس بامتلاك السلطة. ونحن وكل احرار وعقلاء الوطن نعلم أن هذه الرسائل ومنها مشاركة بعض القوى الوطنية فى الحكم كانت بمثابة اختبار ثبات الرجل وانه لن يلين ويسن سنة سيئة يتبعها من بعده فى الرضوخ لإملاءات الغرب والإصرار على التحرر الكامل للوطن. كان الغرب يريد ان يعرف هل يمكن اختراق رئيس جاء من خلفية اسلامية وكان البرادعى وغيره يريد تمرير التدخل فى سلطة انتخبها الشعب بطريقة باردة بدون ثمن وأراد الله ان يعلمنا الدرس وأن القفز على السلطة الشرعية ثمنها غالى حتى أن البرادعى نفسه لم يتحملها وهرب لأنه يعلم مغبة ذلك دولياً وتاريخياً.. 3- أرجو أن يحاول "المتحمسون" إعادة تركيب صورة المشهد السياسي لو أن "مرسي" أخذ بتلك النصيحة ، وكلف البرادعي أو عمرو موسى بتشكيل حكومة وطنية واسعة تضم قوى الثورة وقطاعاتها الحيوية المختلفة ، بل وتنازل لهم طوعا عن مساحة واسعة من صلاحياته كرئيس جمهورية ، وشكل مجلسا رئاسيا من أبرز رموز ثورة يناير الكبيرة وفوضهم لوضع خريطة عمل لتحقيق أهداف ثورة يناير ووحدة النسيج الوطني ، هل كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه الآن ، وندفع كل هذا الثمن من الدم والحرية والشتات والأمل الضائع كنت أظن ان الرسالة وصلت.. ذلك أن ماحدث كان سيحدث ولولا ثبات مرسى ومن معه لكانت المصيبة أكبر فالمقياس الأن واضح لا لبس فيه والأعمى لن يجد ترددا فى الحكم على الأمور فى مصر.. فهى واضحة كوضوح الشمس. هل يقبل عاقل ان يسن مرسى سنة سيئة: إما أن أشاركك فى الحكم وإما أن أتعاون مع أعداء الثورة لإنهاء طريق الثورة والديموقراطية.. هل هذا منطق أى وطنى .. ماذا لو لم يكن هناك غطاء سياسى لأعمال البلطجة على مدى عام كامل ثم يقوم البرادعى وصباحى وغيرهم بعمل الغطاء السياسى اللازم للتلبيس على الناس.. كان الأمر سينتهى عند بعض المظاهرات.. إن احسنا الظن بها فكانت فى أحسن أهدافها تعبر عن استعجال ثمرات 25 يناير.. 4- مضى ما مضى ، ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ، ولكن هذا لا يعني أن تكون المراجعة بلا معنى أو قيمة ، خاصة عندما ترى أن نفس الأفكار والمعاني والمشاعر التي أنتجت الكارثة ما زالت قائمة ويدافع عنها المدافعون ، وبنفس الحماس ، ونفس قوائم التخوين والاتهام ، وهو ما يجعل أي حديث عن المستقبل أو الإصلاح أو تصويب المسار محض هراء ومضيعة للوقت ، مع الأسف . كان الهدف ياسيدى هو وجود من ينافس مرسى على الحكم (بوضع البرادعى مثلا رئيس للوزراء) ثم التشاحن علناً ثم الانقلاب الناعم لأن المتربصون كانوا لن يصمتوا على هذا ولكن كانوا سيتسغلون الفرصة بالاتفاق طبعا مع البرادعى وجبهة الانقاذ بالتدخل لمنع التناحر على السلطة (الممنتج) ومن ثم قطع الطريق على التجربة الديموقراطية الوليدة .. لكن مرسى بفطنته.. لم يعطهم هذا الثمن الرخيص للقضاء على هذه التجرية الديموقراطية..فوالله لقد كان ثمنا غالياً والكل تعلم الدرس فأصبح الثمن هو تعرية كل المؤسسات والاحزاب والافراد أمام الشعب وأمام التاريخ واصبح الناس يعلمون من هو المخلص لهذا الوطن ومن الذى يتبلعه.. الآن الشعب على بينة وعلى صفحة بيضاء وبدى الطريق له الآن ناصع البياض وسينطلق الشعب يبنى وطنه وهو يعلم من هو العدو ومن نافق ومن ابتلع الوطن... إن غداً لناظره قريب..