قالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية, إن الجرائم الطائفية, التي ترتكبها الميليشيات الشيعية التابعة للحكومة العراقية والموالية لإيران خلال معركة استعادة مدينة الفلوجة غربي العراق من أيدي تنظيم الدولة "داعش", أصبحت تقلق واشنطن بشدة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 يونيو, أن مسئولين أمريكيين حذروا الحكومة العراقية من أن حملتها لاستعادة الفلوجة, ربما تؤدي إلى ظهور نسخة أخرى من تنظيم الدولة,إذا واصلت الميليشيات الشيعية جرائمها الطائفية ضد العراقيين السنة. وتابعت " رغم تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتجنب الانتقام الطائفي, الذي قسم العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003، إلا أن هناك تقارير متزايدة حول جرائم طائفية ترتكبها الميليشيات الشيعية خلال تقدمها باتجاه الفلوجة, هو ما أقلق واشنطن بشدة". واستطردت الصحيفة " واشنطن تخشى أن مذبحة واسعة ترتكبها الميليشيات الشيعية في الفلوجة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة, ستفتح الباب لعودته بشكل آخر, مستغلا الغضب السني". وأشارت إلى أن ما يزيد من قلق واشنطن تعهد العبادي بتحقيق انتصار سريع في الفلوجة, وهو ما قد يدفع الميليشيات الشيعية لارتكاب مذابح واسعة ضد العراقيين السنة. وبدأت القوات العراقية بمشاركة عناصر الحشد الشعبي الشيعي الموالية لإيران, ومساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ فجر 23 مايو الماضي, عملية عسكرية واسعة تخللها قصف جوي متواصل, لاستعادة الفلوجة من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة, الذين يسيطرون على المدينة منذ يناير 2014. وتعد الفلوجة ثاني أكبر المدن التي ما زالت في قبضة التنظيم، بعد مدينة الموصل التي سيطر عليها التنظيم في العاشر من يونيو 2014. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر عسكرية عراقية قولها, إنه رغم دخول معركة الفلوجة أسبوعها الثالث, لم تستطع القوات المتقدمة تحقيق أي نجاح في محاولة اقتحام المدينة, فيما نقلت وكالة "رويترز" عن قائد منظمة بدر -إحدى أكبر الجماعات الشيعية المسلحة في العراق- هادي العامري, تأكيده عدم رضاه عن العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة, معبرا عن أسفه لأن العمليات العسكرية تفتقر إلى التخطيط المحكم, حسب قوله. ومنظمة بدر التي يقودها العامري أكبر مكون في قوات الحشد الشعبي وهي تحالف من جماعات مسلحة شيعية تألفت قبل عامين بدعم من إيران بحجة محاربة تنظيم الدولة, إلا أنه وجهت لها اتهامات كثيرة بارتكاب جرائم طائفية وحشية ضد المدنيين العراقيين السنة. ورغم أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد في وقت سابق أن قوات الحشد لن تدخل الفلوجة تجنبا لاحتمال حدوث انتهاكات قد تغذي التوتر الطائفي، إلا أن أبو مهدي المهندس معاون قائد ميليشيات الحشد الشعبي أكد أنهم سيشاركون في اقتحام الفلوجة في حال تباطؤ عملية استعادة السيطرة على المدينة. ونسبت "رويترز" إلى المهندس, قوله :"أنجزنا الواجبات التي أنيطت بنا ضمن خطة التطويق، وخطة التحرير أنيطت بقوات أخرى". وتابع "نحن موجودون في المنطقة وسنبقى داعمين للقوات الأمنية إن تمكنت بسرعة من تحرير المدينة"، لكنه تدارك "إذا لم تتمكن من ذلك, فسندخل معهم لاستعادتها".